وجهها من أكثر الوجوه قبولا لدى ملايين المشاهدين، وجه قريب كوجه الأم أو الأخت أو الخالة أو الجارة الطيبة، تحمل من الطيبة والهدوء كما تحمل من الإبداع الذى لم تأته الفرصة ليظهر كل إمكانياته رغم كثرة أدوارها وتألقها فى كل منها، تنتمى إلى هؤلاء المبدعون الذين لا يتحدثون كثيرا ولكن حباهم الله بقبول ومحبة لا حدود لها، يكفى أن تطل فى مشهد صغير أو تنطق بكلمات قليلة فى أى عمل لتصاحبها دائما هالة من الحب وطاقة من الإبداع تعلن عن نفسها دون كلام أو دعاية ، بانفعالات هادئة وأداء رصين طبيعى متمكن، قادر على أن يرسخ فى الوجدان ويتسلل إلى القلب والعقل فلا تنساه أبداً.
إنها الفنانة الكبيرة إنعام سالوسة التى تحتفل اليوم الموافق 15 ديسمبر بعيد ميلادها، تلك المبدعة التى لم تنل ما تستحقه من أدوار ومكانة توازى قدراتها الفنية ، تبهرك فى هدوء وبسلاسة، وتخطف القلوب بمجرد ظهورها حتى وإن لم تنل أدوار البطولة، لا تتخيل أن يجيد أحد دور الموظفة كما أبدعت سالوسة فى فيلم الإرهاب والكباب، تشعر أنها لا تمثل وأنها أم حقيقية تنقل كل تفاصيل الأمهات وتعرفها جيدا حين تجسد أدوار الأم ، فلا تتخيل غيرها فى دور أم سعيد بكل ما تحمله من صبر وطيبة وكرم فى فيلم "عسل أسود"، أو "أم حسن" فى فيلم أبو على، و"أم صابر" فى فيلم "عايز حقى".
لديها من القبول والإبداع ما يجعل الملايين يحفظون إيفيهاتها وعباراتها حتى ولو ظهرت فى مشاهد قليلة من العمل الفنى " إن شاء الله وألف ألف مبروك وربنا يتمم بخير، بكرة هتتعود وتجيلك تناحة وتكسب مناعة..يامرك يانعمة ، أنا ماما يالا ..وغيرها من عبارات"
لا يمكنك أن تنسى قدراتها التى لا تقتصر على الأدوار الكوميدية حين جسدت دور جولدا مائير فى مسلسل "السقوط فى بئر سبع" ، ودور نعمة فى "ذئاب الجبل" ، و"حسنة" فى مسلسل "غوايش"، و"وصيفة" فى ليالى الحلمية، تنبئك هذه الادوار بأن الفنانة الكبيرة لديها الكثير من الطاقات الإبداعية التى لم تستغل بعد.
هادئة طيبة رقيقة خلوقة متواضعة تحمل من الوفاء وأخلاق الفرسان ما يجعلها لا تنسب لنفسها مالم تفعله حتى وإن كان سيمنحها دورا كبيرا فى حياة فنانة فوق العادة بحجم وقدر السندريلا سعاد حسنى صديقة عمرها، والتى تداولت الكثير من المواقع ووسائل الإعلام معلومات تشير إلى أن إنعام سالوسة هى التى دربتها على الإلقاء والتمثيل.
ولأول مرة أوضحت سالوسة التى تحاول دائما الابتعاد عن الظهور الإعلامى أو الإدلاء بأى حوارات أو تصريحات حين سألناها عن حقيقة هذه المعلومات المتداولة أن علاقتها بالسندريلا بدأت وهما فى سن صغيرة فى بداية مشوارهما الفنى.
حينها قالت الفنانة القديرة بمشاعر حب ووفاء شديد لرفيقة عمرها الراحلة، وبشجاعة وحسم من يكره الادعاء والكذب: "أنا مادربتش سعاد على التمثيل والإلقاء زى ما بيقولوا والكلام ده كذب وبيزعلنى جداً، أنا ماكنتش أعرف حاجة عن التمثيل وقتها، وكنت لسه طالبة فى الجامعة بكلية الآداب، ولم ألتحق بعد بمعهد التمثيل، واتعرفت على سعاد فى فرقة عبدالرحمن الخميسى، ولم أعلّمها شيئا".
وتابعت: "ماكنش حد يعرفنى ولا يعرفها وكنا إحنا الاتنين مجهولين ولا كان حد فينا لسه اشتغل فى أى عمل، إزاى أدربها وأنا ماكنتش وقتها أعرف أمثل، وكنت لسه مبتدئة"، مؤكدة أنهما تعرفتا على بعضهما فى فرقة الخميسى ولم تعملا بها.
وأشارت سالوسة إلى أنها عملت مع سعاد حسنى فى فيلم نادية كدوبليرة، قائلة: "كنت أنا وسعاد حجم واحد واشتغلت معاها دوبليرة فى فيلم نادية وفيلم آخر، واستمرت علاقتى بسعاد حتى وفاتها وكانت علاقة بره التمثيل".
رفضت الفنانة الكبيرة الحديث عن أى تفاصيل عن حياة السندريلا، وقالت بمنتهى الحسم: "مش هاتكلم عن أى شىء يخص سعاد أو أى فنان آخر"، فى الوقت الذى تاجر الكثيرون حتى ممن لم تربطهم علاقة بالسندريلا بما يعرفونه أو حتى ما لا يعرفونه عن سعاد حسنى.
تنتمى إنعام سالوسة إلى هؤلاء الموهوبين الذين يبدعون فى صمت، ويتركون أعمالهم تتحدث عنهم، فلا يتحدثون كثيرا للإعلام ولا يجيدون الترويج لأنفسهم، يعملون فقط وينتظرون أدوارا تفصح عما يملكونه من قدرات، فينفخون فيها من روحهم وإبداعهم ليمنحونها وتمنحهم بقاءا ورسوخا فى عقول وقلوب الملايين، الذين ينتظرون كل عمل تطل فيه المبدعة المحبوبة إنعام سالوسة وتفيض فيه على محبيها بما تملكه من قدرات جبارة.
يتشوق الجمهور لنجمة لم تحصل على ما تستحق من أدوار توازى عبقريتها ومحبتها فى القلوب أو تكريم يناسب مكانتها وإبداعها، وفى عيد ميلاد الفنانة الكبيرة إنعام سالوسة نقول لها كل عام وأنت رائعة مبدعة متربعة فى قلوب الملايين الذين تسعدهم وتبهجهم طلتك على الشاشة.