يكرّم مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى فى دورته الافتتاحية فى مارس 2020، المصور الفوتوغرافى والسينمائى السعودى صفّوح نعمانى ويعرض المهرجان للجمهور للمرة الأولى فيلماً تسجيلياً نادراً له عن رحلة الحج من إنتاج سنة 1963م، إضافة إلى عرض فيلم يدمج لقطات سينمائية لمدينة جدة لم يسبق عرضها اتخذت بكاميرا المصوّر الشخصية فى الفترة بين 1954 إلى 1968.
صُوّر فيلم "الحج إلى مكة" بتصريح رسمى فى موسم حج 1963، وهو فيلم تسجيلى ملوّن، مدته 35 دقيقة، قام منتجه بتحميضه فى معامل "وليم بالمر فيلم" فى سان فرانسيسكو. جيّر فيه المصوّر خبرته فى معرفة أدق تفاصيل مكة الجغرافية ليقدّم وثيقة محلية غير استشراقية لرحلة قدوم الحجاج إلى مكة، تميزت بالمشاعر الإنسانية، وبالتركيز على التقاط المناظر الطبيعية والجمالية وإبراز الطقوس الدينية.
ولم يسبق أن عرض الفيلم من قبل سوى فى عروض خاصة او محدودة، وقد صرح مدير المهرجان، محمود صباغ حول عرضه الرسمى الأول: "هذا الاكتشاف يعيد كتابة تاريخ السينما الوطنية فى بلادنا؛ أن اكتشاف فيلم متكامل الأركان والصناعة يعود تاريخ إنتاجه إلى عام 1963، حتماً يضيف عنصراً أصيلاً لقصة السينما السعودية عبر اضافة فيلم يندرج ضمن سلسلة الأفلام التأسيسية.
كما يقدم المهرجان للجمهور لأول مرة بانوراما سينمائية عن مدينة جدة تتراوح تواريخ تصويرها من عام 1954 إلى 1968، تعود للمجموعة الفيلمية الخاصة بالمصوّر نعمانى، التى صورها بكاميرات 16 مللم شخصية، وهى تنطوى على مشاهد نادرة توثق تاريخ التحولات العمرانية والحضرية التى عاصرتها المدينة خلال عقدى الخمسينات والستينات الميلادية.
وقد قامت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائى، بتحميض وترميم خمسة شرائط خام تعود للمصوّر نعمانى، فى أحد مراكز بميونخ بألمانيا، ومن ثم قامت إدارة المهرجان بتنسيقها ودمج مختاراتها فى فيلم قصير تتراوح مدته نصف الساعة، سوف يكون جاهزًا للعرض أمام الجمهور للمرة الأولى فى مارس القادم.
وتتراوح مضامين فيلم "لقطات من جدة" بين أجواء احتفالات الأهالى بعودة جلالة الملك سعود سالماً من رحلته العلاجية بالخارج عام 1954، ونصبهم لأقواس النصر، إلى التقاط الحياة التجارية اليومية فى مرفأ جدة. وتتنوع لقطاته البانورامية بلقطات نادرة لواجهة المدينة البحرية على امتداد ميناء البنط القديم، وأخرى لساحة البيعة وفندق جدة بالاس وعمارة باخشب. كما يحتوى الفيلم على لقطات نادرة لهدميات شق الشارع الجديد “شارع الذهب” فى عام 1964.
ويقارب الفيلم بين لقطات للبيوت التراثية فى حارتى الشام واليمن بأخرى بانورامية لحارة البحر وشارع الملك عبدالعزيز بمبانيهما الإسمنتية الحديثة. وبين لقطات لساحل الصيد فى ضاحية الرويس وبيوت السعف، مقابل الفيلات الفارهة حديثة البناء على طول طريق مكة القديم خارج سور البلدة التاريخى.
وقد صرّح مدير المهرجان محمود صباغ قائلاً: "إننا نضيف إلى الدرس التاريخى، ونحقن رواية توسعات المدينة وقصة تحولاتنا الشعبية، بوثائق بصرية أصيلة نادرة، أجاد المصوّر الراحل صفّوح نعمانى فى التقاطها، كأنما يعلم ويستشرف حضور مثل هذه اللحظة حيث تعرض شهادته لأول مرة للأجيال اللاحقة".
صفوح نعمانى