تظل المنطقة الصحراوية على مستوى محافظات الصعيد لها خصوصيتها فى العديد من المسلسلات، حيث يعتمد مؤلفو الدراما فى تناول المشاهد التشويقة المتعلقة بأسرار الجبل، ففى أغلب المسلسلات تظهر جبال الصعيد بصورة شيطانية وهى عبارة عن مزارع للمخدرات أو مساكن للمطاريد والعناصر الإجرامية لتصبح المنطقة الجبلية وحش يهاجم خيال الجمهور دون الاقتراب من الحقيقة التى تختلف عن جميع روايات المسلسلات الفنية القديمة والجديدة، ففى الواقع تجد جبال محافظات الصعيد عبارة عن جنة الله فى أرضه بكل ما تحمله من ثروات ضخمة تبلغ مساحتها 60% عن باقى محافظات مصر.
كانت تدور أحداث مسلسل الرحايا حول طبيعة العمل بالمحاجر بصور فنية نالت إعجاب أبناء محافظة سوهاج وقتها ورغم ذلك لم تكتمل الصورة التى حاول المخرج الاقتراب منها بسبب وجود مجموعة المطاريد التى تزعمها الريس هضبى واستخدامهم مغارات الجبل ظنا منهم أنها المكان الأمثل للتخفى بداخلها عن أعين الشرطة لتحصل جبال الصعيد على نصيب الأسد من التعتيم الفنى.
وصرح بعض أصحاب المحاجر بمحافظة المنيا لـ"عين" بان أعمال الدراما تشوه جبال الصعيد ولا تقدر ما نبذله من تعب للحصول على لقمة العيش بالحلال من بين صخور الجبل بعيدا عن زراعة المخدرات أو تجارة السلاح الموجودة فى أذهان العديد من المواطنين، ويجب على مؤلفى الدراما تناول الصورة الحقيقة للحياة داخل الجبل كنوع من الظهور الفنى الإيجابى لإظهار معالم الصعيد فى كافة مجالاته وتغيير الصورة القديمة لدى الجمهور، خاصة أن هذه النوعية من المسلسلات تنعكس على حياتنا اليومية فى التعامل مع أبناء محافظات الوجه البحرى نتيجة ما يشاهدوه فى المسلسلات والأفلام.