للشتاء حكايات وذكريات كثيرة فى أذهاننا جميعا، وكان للبرد مواقف وطرائف عديدة مع نجوم الزمن الجميل بعضها مضحك وبعضها يحوى الكثير من المفارقات، وخلال أشهر الشتاء اعتادت مجلة الكواكب فى الخمسينات والستينات أن تسأل نجوم الزمن الجميل عن أحوالهم وذكرياتهم وحكاياتهم مع برد الشتاء، وكانت تنشرهذه الموضوعات خلال أشهر الشتاء، حيث يتحدث نجوم الزمن الجميل عن ذكرياتهم وطرائفهم مع برد الشتاء.
وفى أحد أعداد مجلة الكواكب القديمة والصادرة فى شتاء عام 1961 نشرت المجلة موضوعا تحت عنوان " الشتاء له مقالب"، تحدث فيه عدد من النجوم عن ذكرياتهم مع المطر.
وكان من بين هؤلاء النجوم الموسيقار الكبير فريد الأطرش، الذى كشف عن أحد المواقف الصعبة التى تعرض لها بسبب الشتاء والبرد القارص فى أوروبا.
وقال الفنان الكبير إنه كان فى باريس فى شتاء عام 1960 لتسجيل أسطوانات فيلمه "من أجل حبى"، وخرج ليتمشى فى شارع الشانزليزيه وكان البرد قارصاً، ثم فوجئ بالدنيا تظلم والجو يكفهر والأمطار تهطل بغزارة، مؤكدا أنه لم يعتد هذا الجو، فحاول أن يوقف سيارة تاكسى دون جدوى، وتسمر فى مكانه ولم يقو على الحركة من شدة البرد.
وتابع: "تحاملت على نفسى حتى وصلت للفندق بعد ان ابتلت ملابسى بشدة، وعندما وصلت إلى الفندق لم أستطع أن أبدل ملابسى، حيث انتباتنى رعشة شديدة، فاستعنت بأحد الخدم فى الفندق ليساعدنى على إبدال ملابسى، واستدعيت طبيبا، فأوصانى بأن ألزم الفراش".
وبعد يومين شعر فريد الأطرش بأن صوته لا يكاد يُسمع فاستشار الأطباء، فنصحوه بالسفر للسويد لاستشارة خبراء الحنجرة والحبال الصوتية، فشعر بالخطر، وداهمته الهواجس بأنه فقد صوته، وأسرع المطرب الكبير للسفر، حيث أخبره الأطباء بأن صوته سيظل هكذا لمدة 6 أشهر، وعليه ألا يجهد نفسه فى الكلام أو الغناء حتى يعود صوته بعد هذه المدة لطبيعته.
وأكد المطرب الكبير أنه عاش خلال هذه الفترة بعيدا عن الغناء وحُرم من صوته حتى مرت 6 أشهر، وقرر بعدها ألا يسافر إلى أوروبا أبدا فى الشتاء.