يحمل من الأسرار مثلما يحمل من شغف وحب ووفاء لا ينتهى للفن والفنانين، فنان شامل متعدد المواهب حياته حافلة بالإبداع فى كل مجالات الفن.. إنه الفنان الكبير سمير صبرى الذى يحتفل اليوم بعيد ميلاده حيث ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 27 ديسمبر من عام 1936.
تتسع مواهب الفنان الكبير سمير صبرى فلا تجد توصيفا يكفيه، فهو الممثل والمنتج والفنان الاستعراضى والإعلامى والمذيع والمؤرخ الفنى وصاحب أقوى الفرق الاستعراضية والبرامج الحوارية التى كانت باكورة لبرامج التوك شو بل للصحافة الاستقصائية، فعلى سبيل المثال كان أول من سافر إلى لندن بعد وفاة سعاد حسنى للبحث والاستقصاء عن ملابسات وفاة السندريلا وقدم برنامجا من أقوى البرامج الاستقصائية بعنوان "رحيل السندريلا" صور فيه من داخل شقتها واستضاف عدد كبير ممن كانوا يتعاملون معها فى الفترة الأخيرة من حياتها.
كان سمير صبرى صديقا مقربا لعمالقة الفن منذ جاء طفلا مع والده من الإسكندرية ليسكن فى نفس العمارة التى سكن فيها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وتعرف عليه وعلى عمالقة الفن، ثم شارك فى برنامج ركن الطفل الذى كانت تقدمه الفنانة لبنى عبدالعزيز باللغة الإنجليزية.
اقترب سمير صبرى منذ نعومة أظفاره من حياة المبدعين فى كل المجالات، تعلم منهم وتأثر بهم وكان شاهدا وصانعا للعديد من الأحداث فى حياة كبار النجوم من فنانى الزمن الجميل، تعلم من عمالقة الإعلام والمذيعين ومنهم أمال فهمى وجلال معوض أصول التقديم الإذاعى والتلفزيونى، وعرف كيف يتابع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أخبار وأحداث العالم ويستفيد منها، وفى كل خطوة كان سمير صبرى يتعلم ويستفيد ويعرف أسرارا ويجدد ويطور حتى أصبح موسوعة تحمل الكثير من الأسرار والخبرات والمواهب والعلاقات.
اقترب سمير صبرى من كل نجوم السياسة والفن والأدب، ملوك ورؤساء وفنانين ومبدعين فى كل المجالات وحاورهم فى العديد من البرامج التى قدمها وانفرد فيها بما لم يصل إليه غيره، حيث قدم عددا من أقوى البرامج، ومنها «هذا المساء، كان ياما كان، النادى الدولى» وحاور عمالقة الفن والسياسة الأدب ومنهم السلطان قابوس، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وعبدالحليم حافظ، وأم كلثوم وفريد شوقى، ومصفى أمين ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم، ويوسف السباعى، ومحمد على كلاى وعرف أسرارهم، كما تمتع بصداقة نجوم الفن من عدة أجيال.
ومنذ بداياته تألق سمير صبرى فى التمثيل وقدم عددا كبيرا من الأفلام السينمائية التى تنوعت فيها أدواره بين الكوميديا والتراجيديا «البحث عن فضيحة، شنبو فى المصيدة، حكايتى مع الزمان، وبالوالدين احسانا، التوت والنبوت، العيال الطيبين، الأخوة الأعداء.. وغيرها».
إضافة إلى مشاركته فى بطولة عدد من المسلسلات ومنها: «حضرة المتهم أبى، قضية رأى عام»، وأنتج الفنان الكبير 22 فيلما سينمائيا، استعان فيها بعدد من كبار النجوم بعد أن تقدموا فى السن ومنهم عماد حمدى وأمينة رزق.
ولأنه فنان شامل يمثل ويغنى ويرقص أسس سمير صبرى فرقة استعراضية كان لها شهرة واسعة وسافرت أنحاء العالم، واستطاع من خلالها أن يعيد فراشة السينما سامية جمال للأضواء والرقص بعد سن الستين.
اشتهر الفنان الكبير سمير صبرى بأنه من أكثر الفنانين وفاء لزملائهم وخاصة الذين تنحسر عنهم الأضواء، فكان ولازال الأقرب دائما من عمالقة الفن خاصة فى فترات خريف العمر وانفضاض الأصدقاء، فيكون لهم دائما الصديق والرفيق الوفى الذى يذكرهم حين ينساهم الجميع وتبتعد عنهم الأضواء، وهكذا كان الأقرب للفنانة تحية كاريوكا فى نهاية حياتها ولم يفارقها فى فترة مرضها وكانت تعتبره ابنها البار وهكذا فعل مع الكثيرين.
وخلال حوار أجريناه معه عقب تكريمه من مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين قال الفنان الكبير سمير صبرى بامتنان وحب : «كنت فرحان جدا بالتكريم، فخلال سنوات عملى الطويلة فى الإعلام والسينما والإذاعة والحفلات والمهرجانات التى غنيت فيها مع فرقتى الاستعراضية كنت أقول: نفسى اللى عملته طوال تاريخى حد يحس بيه، وكنت أحضر كل حفلات المهرجان منذ قدمت الحفل الأول عام 76، وأقول هل سيأتى اليوم الذى أصعد فيه هذا المسرح، وأخذ هذا التمثال، ويتم تكريمى فى المهرجان على مجمل أعمالى السينمائية، حتى أشعر أن السنوات التى قضيتها من عمرى فى الفن لم تذهب هباء وكنت أشعر أن هذا اليوم لن يأتى لأن المعتاد تكريم الفنان بعد رحيله، حتى فوجئت بالتكريم فلم أتمالك دموعى وأنا أصعد المسرح».
وفى عيد ميلاد الفنان الكبير الذى لا يزال يعطى الفن ويحمل الكثير من أسراره نؤكد أن ما قدمه ويقدمه سمير صبرى لن يذهب هباء وسيظل دائما علامة فى تاريخ الفن والإعلام وموسوعة تحمل الكثير من المعارف والمواهب والقدرات.. فكل عام والفنان الكبير سمير صبرى أيقونة عطاء ووفاء وموسوعة معارف وأسرار.