ليس بغريب أن تتصادف ذكرى ميلاده مع الاحتفالات بذكرى مرور 60 عاما على تأسيس فرقة رضا للفنون الشعبية أحد أعظم الفرق الاستعراضية فى مصر والعالم، فهو أحد مؤسسيها وصاحب الفضل فى بهجة استعراضاتها والألحان والموسيقى التى رقصت عليها الفرقة وكانت أحد أسرار نجاحها: "حلاوة شمسنا، الاقصر بلدنا، رنة الخلخال، المجنونة، استعراضات فيلم إجازة نص السنة وغرام فى الكرنك وغيرها من موسيقى ميزت استعراضات الفرقة.
إنه الموسيقار الكبير على إسماعيل الذى تحل ذكرى ميلاد اليوم الموافق 28 ديسمبر، حيث ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1922.
على اسماعيل هو أحد أيقونات التأليف والتوزيع الموسيقى وصانع أجمل الألحان التى تجمع بين البهجة والقوة و الرومانسية، لذلك تجد موسيقاه دائما حاضرة، راسخة فى وجداننا، فمن منا ينسى روائع الثلاثى المرح: "مانتاش خيالى ياولة، العتبة جزاز، يا أسمر ياسكر، سبحة رمضان، اهه جه ياولاد، افرحوا يابنات، وغيرها" فعلى اسماعيل هو من أطلق على الفتيات الثلاثة "سهام توفيق وصفاء لطفى وسناء البارونى" اسم الثلاثى المرح ومنحهن أجمل الألحان التى ساهمت فى شهرة ونجاح الفرقة كما منحتهم زوجته الشاعرة الكبيرة نبيلة قنديل أجمل الكلمات، كما وضع الموسيقار الكبير الموسيقى التصويرية لما يقرب من 350 فيلما كانت موسيقاه أحد عناصر نجاحها ومن هذه الأفلام: "الأيدى الناعمة، السفيرة عزيزة، الأرض، الشيطان والخريف، معبودة الجماهير، الاختيار، ثرثرة فوق النيل..وغيرها"، كما صنع موسيقى أعظم الاغانى الوطنية فترة العدوان الثلاثى وخلال فترات الحرب، ومنها" دع سمائى، راجعين، أم البطل، المسئولية، صورة، مطالب شعب، ووضع موسيقى النشيد الوطنى الفلسطينى" فدائى"، وشاركته صناعة هذه الروائع وكتابة كلماتها حبيبة عمره وزوجته الشاعرة الكبيرة نبيلة قنديل.
ورث الموسيقار الكبير الموهبة الموسيقية عن والده مدرس الموسيقى وقائد الفرقة الموسيقية الملكية، وتتلمذ على يد الموسيقار الكبير أندرية رايدر، والتحق على اسماعيل بفرقة بديعة مصابنى ولحن العديد من المونولوجات لفنانى ومطربى الفرقة، كما عمل فى بداياته عازفا فى فرقة الموسيقار محمد عبد الوهاب، ثم تعرف عللى الأخوين على ومحمود رضا وكون معهما فرقة رضا الاستعراضية.
وخلال دراسته بمعهد الموسيقى تعرف على اسماعيل على أصدقاء عمره، عبدالحليم حافظ وكمال الطويل وفايدة كامل وأحمد فؤاد حسن، وبعد تخرجه عمل فى الإذاعة وكان أول من أسس أوركسترا بالإذاعة وقدم العديد من الأوبريتات.
كانت الفترة الناصرية فترة وهج لـ على إسماعيل وغيره من الفنانين فقدم العديد من الألحان والأعمال الوطنية وشارك فى احتفالات الثورة، وقدم الموسيقى التصويرية لفيلم "ثورة اليمن"، كما قدم النشيد الوطنى الفلسطينى وسافر إلى فلسطين حتى أصبح مهددا من الكيان الصهيونى.
جمعت الموسيقار المبدع علاقة حب كبيرة بالشاعرة نبيلة قنديل منذ كانت طالبة وكان هو يدرس بمعهد الموسيقى، وتقدم لها ولكن رفضته أسرتها وتحدى الحبيبان الظروف وتزوجا وامتزج الحب بالإبداع فصنع الحبيبان أجمل الروائع التى لازالت تخلد قصة حبهما وإبداعهما على مر الأجيال، وكان زواجهما من أنجح الزيجات فى الوسط الفنى.
ظل على إسماعيل يعمل ويبدع حتى آخر أيام حياته، ولفظ أنفاسه الأخيرة وهو يسلم المخرج حسين كمال افتتاحية فيلم مولد يادنيا، ليرحل الموسيقار الكبير وتبقى أعماله خالدة فى وجدان الملايين.