أكثر من نصف قرن عاشها عادل إمام بطلاً متوجاً من الجمهور ومازال ،ورغم هذا مازال يخاف ويترقب رأي الجماهير والنقاد في فنه ويخاف منها.
عادل إمام خمسة وخمسين سنة فن فقد بدأ عمله بأدواره الصغيرة منذ عام 1962 ، ومنذ ذلك الحين لم يوقف شيء ضحكات جمهوره، فمن الذي لا يحب عادل إمام مهما اختلفنا معه وعنه في عمل أو آخر من هنا وهناك ولم يعجبنا أو انتقدناه .
عادل إمام رحلة فنية وفكرية صاحبت مصر والمصريين مكونة من أكثر من 120 فيلم وعشرات المسرحيات والمسلسلات ، وكلها تحكي عنا ولنا، فهو بوعي أو دون وعي كامل قرر أنه لن يكون النجم الذي تحلم به البنات كسابقيه من النجوم مثل أحمد رمزي أو عمر الشريف أو رشدي أباظة، ولكنه سيكون نجم يعبر عن كل الناس في زمنه ، يعبر عن حب مُجهض كما في المشبوه أو حب في الزنزانة،أو حلم لا يتحقق كالحب في الزنزانة ،أو وجع عام كما في النوم في العسل ، عادل إمام قرر أن يكون بطل شعبي وليس فتى أحلام البنات لذا فقد عاش في قلوب جماهيره حتى وهو يعبر لعقده الثامن.
ولا يمكن أن نغفل ونحن نتصدى للحديث عن عادل إمام أن فيلم اللعب مع الكبار كان نقطة فاصلة في حياته المهنية فقبل هذا الفيلم كان عادل إمام نجم توجته الجماهير نجمها المفضل ولكن ظل النقاد يترفعون عنه وعن أعماله ويأخذونها مأخذ الهزل حتى أن فيلم شمس الزناتي كما ذكر الناقد الراحل سمير فريد في عام 1991 لم يشارك في المهرجان القومي للسينما لأن إدارة المهرجان اعتبرته دون مستوى التمثيل في مهرجان.
ولكن مع اللعب مع الكبار بدأ كل الكبار والصغار يعيدون النظر في تقييمهم لهذا النجم الذي اتفق عليه الجمهور ولم يكن كثير من الكبار متفقون على قيمته.
ويبدأ عادل مرحلة جديدة بتعاونه مع وحيد حامد الكاتب المخضرم وشريف عرفة المخرج الشاب آنذاك ليقدموا سلسلة من الأفلام منها المنسي وطيور الظلام والإرهاب والكباب والنوم في العسل، وكلها وضعته في وضع جديد ليس بالنسبة للجمهور فقد كان النجم الذي اختاروه منذ عقود، ولكن للسلطات والنقاد .
للفن سلطان وللنجومية سلطان وعادل إمام جمع بين السلطتين ، ومازال فهو برغم زحف التجاعيد على وجهه والشعر الأبيض على رأسه هو الأعلى أجراً والأكثر قيمة من كل الشباب.
عادل إمام ظاهرة فنية عالمية فقليل جدا وإن لم يكن نادراً هؤلاء النجوم الذين استمرت مسيرتهم من الشباب للكبر دون أن تتأثر نجوميتهم أو يختل توازنهم.
منذ سنوات كثيرة في بداية عملي بالصحافة أجريت مع عادل إمام حوارا وكان عنوانه "عادل إمام الذي لا يعرفه أحد" لأني بحثت عن أسئلة لم يكن أحد سألها له وجوانب لم يكن يعرفها جمهوره، واليوم بعد أن مرت السنين حين أبحث عن عنوان لمقال عنه لا أجد من كلمات إلا من الذي لا يحب عادل إمام كعنوان .
كل سنة وأنت طيب يا عادل إمام.