"أكتب هذه الكلمات والسنة الجديدة فى طريقها إلى الدنيا أستعد لها بسنوات عمرى المتبقية، أقول لها ادخلى وخذى من حياتى ما شئت، فقد اعتدت أن أحتفل مطلع كل عام بالسنة الجديدة وأيضا بميلادى الموافق 3 يناير، أكتب من غرفتى بمستشفى المعادى، حيث أخضع للعلاج، لكننى مع قسوة الألم أمارس حياتى كما أريد وأحب وأبغى، ألتقى الناس ولا أهرب منهم لتقدمى فى العمر فلست ممن يخافون من الزمن ولا من أفعاله، أعترف أننى لست فى الشكل والصورة التى اعتاد الجمهور رؤيتها، لكن تقدم العمر أضاف لى خبرات وتجارب كثيرة أولها عمق التعامل والحكمة والرؤية المستقبلية، والآن أنا امرأة جميلة الفكر أمتلك حرية الروح والإرادة والاختيار".
لخصت هذه الكلمات التى كتبتها الفنانة نادية لطفى مطلع بداية عام 2018 نظرتها للحياة والمرض والعمر والجمال، فهكذا هى جميلة الجميلات المتمردة على كل أسباب الضعف، القوية أمام كل الآلام، المقاومة لكل أنواع القبح، العاشقة للفن والحياة والجمال.
ويصادف منذ عامين أن تستقبل الجميلة المتمردة بدايات العام فى المستشفى وبنفس المشاعر، حيث صادف بداية عام 2019 وجود الفنانة الكبيرة فى نفس المستشفى حيث احتفلت بعيد ميلادها الموافق 3 يناير هناك ، وحاليا تعرضت نادية لطفى لتدهور مفاجئ في حالتها الصحية أدى إلى نقلها لغرفة العناية المركزة بعد حزنها الشديد على وفاة رفيقة عمرها الفنانة ماجدة الصباحى وقبلها حزنها على وفاة زوجة ابنها الوحيد.
ولدت نادية لطفى فى حى عابدين واسمها الحقيقى بولا محمد مصطفى شفيق، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، والدها محاسب وكان محبا للفن والسينما، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب، واختار لها اسم «نادية لطفى»، اقتباسا من شخصية فاتن حمامة نادية فى فيلم لا أنام للكاتب إحسان عبدالقدوس، وقدمت أول أعمالها فى السينما عام 1958 من خلال فيلم "سلطان".
و نادية لطفى ليست مجرد فنانة ذات رصيد ضخم من الإبداع والوهج الفنى جعلها القاسم المشترك وكلمة السر فى نجاح عدد من أعظم أفلام السينما المصرية، حيث تستحوذ على عدد كبير من بين أعظم 100 فيلم فى السينما ومنها «المومياء، الناصر صلاح الدين، الخطايا، أبى فوق الشجرة، المستحيل، السمان والخريف.. وغيرها»، ولكنها حالة إنسانية ونموذج حياة ونضال ووطنية وبطولة يتجاوز بكثير كونها فنانة مبدعة، وهو ما جعلها تتربع على عرش القلوب رغم ابتعادها عن التمثيل منذ قدمت أخر أعمالها الفنية عام 1993 «مسلسل ناس ولاد ناس» بالتليفزيون، وفيلم الأب الشرعى فى السينما عام 1988.