منذ أيام قلية وانتابتنى الدهشة عندما كنت أتصفح موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وذلك بسبب قراءتى لمحتوى كتابى للصديق والأخ الشاعر والسيناريست الكبير أيمن بهجت قمر يقول فى مفادها أنه قرر بشكل نهائى البعد عن كتابة الأغانى، وذلك بسبب اكتفائه الذاتى بمشاركته على مدار أكثر من 25 سنة تأليف فى المجال الموسيقى.
قوبل هذا المنشور لأيمن هجوم واعتراض العديد من الشخصيات العامة سواء فى مجال الموسيقى أو الفن بشكل عام، بخلاف الجمهور المحب له، وهذا بالتأكيد يبين لنا مدى النجاحات التى حققها أيمن بهجت على مدار الأعوام الكبيرة المميزة والتى قدم فيها العديد من الأغنيات والسيناريوهات السينمائية المميزة والناجحة بالفعل.
قرر أيمن أن يوضح لماذا كتب هذا المنشور مؤكدا أنه لا يبحث عن "شو إعلامى" كما يفعل العديد من الفنانين، وهذا ما صدق عليه جمهوره الكبير عبر وسائل التواصل الاجتماعى أيضا، ثم قام بنشر منشور جديد قال فيه، "سبتها ليه.. سبتها قبل ما تسيبنى.. لما لقيت القريبين منى بيتغيروا ومش واحد لأ واحد وأتنين وثلاثه.. لما لقيت وشوش كتير مزيفة وأولهم ناس أنا ساعدتهم واخدت بإيدهم ووقفت جنبهم وطلعوا اندال.. لما لقيت ان احنا اكتر فئة بتدفع التمن من تعسف فى الاجراءات وكل شويه قرار واتدبس انا واتضغط واتشتم واتهان.. وفى المقابل ناس تانيه بتعمل اغانى تحت السلم محدش بييجى جنبهم.. لما لقيت ان الكلمة الكلمة الكلمة لا ليها ضهر ولا نقابه ولا كبير.. ولما الشاعر يقع فجأه بنقعد نلم من بعض.. لما ضيعت وقتى فى البحث عن الحقوق ودخلت فى صراعات وف الاخر طلعت انا اللى وحش وماحصلش حاجه...عشان كده سبتها وسبتها وانا رافع راسى لفوق وواقف على رجلى".
بالتأكيد بعد هذا المنشور تبين لنا أسباب قرار أيمن النهائى بالبعد عن مجال تأليف الأغانى ومجال الموسيقى بشكل عام، لكن الغريب فى الأمر أن أيمن بهجت قمر هو "مبدع ابن مبدع" كما أحب أن أقول له دائما- فهو نجل السيناريست الكبير رحمه الله عليه- بهجت قمر- فكلاهما حقق نجاحا غير مسبوق فى مجال الإبداع الفنى سواء الأب فى وقت سابق أو الابن فى العصر الحالي.
أيمن بهجت قمر قدم خلال سنين عمره فى مجال الموسيقى أكثر من 500 أغنية متنوعة لجميع نجوم الوطن العربى، بخلاف الأفلام السينمائية، حيث حقق بهذه الأعمال أكثر من 90% من نجاحات المطربين المصريين بشكل خاص والعرب بشكل عام، أيمن بهجت من وجهة نظرى المتواضعة ليس مجرد شاعر غنائى لديه الموهبة فى كتابة بعض "الأحاسيس والمشاعر" من خلال الأغانى.
أيمن بهجت قمر أول من وقف أمام الجميع وقبل المطربين بأنفسهم، وذلك بقيامه منذ أعوام فى المحاولة للمحافظة على حقوق المبدعين سواء شعراء أو ملحنين أو حتى مطربين، من خلال إنشاء جمعية أو رابطة للحفاظ على حقوق المبدعين، ولن تأتى بنتيجتها المتوقعة نظرا لخوض أيمن هذه المعركة لوحده.
أيمن بهجت قمر ليس مجرد شاعر غنائى أو مؤلف "عادى" كما ذكرت منذ قليل، فهو "مبدع" كبير ولابد أن نحافظ عليه ونتمنى أيضا أن يكون لدينا مثله العديد من الأشخاص سواء فى مجال الموسيقى والفن أو كافة المجلات الأخرى المتعددة، أيمن "خذل" نفسيا ومعنويا حتى يصل لهذا القرار المفاجئ، له كامل الاحترام والتقدير فى اتخاذ مواقفه وقرارته، لكنه ليس مسئولا عن نفسه فقط، فالجمهور له حق هو الآخر فى سماع رأيه، وهو بالتأكيد عدم تنفيذ هذا القرار لأنه سيكون خسارة كبيرة للوسط الموسيقى.
أتمنى أن يكون أيمن ضمن قراءة هذه المقالة، ونعتبر هذه الفترة هى "هدنة" نفسية له- ثم الرجوع مرة أخرى للكتابة، حتى وأن كانت كتابته ستكون لمطربين جدد فقط، "راجع نفسك مرة أخرى يا أيمن.. فأنت لم تعد تملك مثل هذه القرارات وحدك".