«الموسيقيين» VS المهرجانات.. بلطجة فى أغانى حمو بيكا

«الفلاشة ضاعت» حجة حسن شاكوش وعمر كمال فى واقعة الاستاد.. النقابة تتمسك بموقفها: لا تراجع عن وقف الابتذال.. ونخاطب يوتيوب لحذف كل محتوى غير لائق

 

 

أثار قرار نقابة الموسيقيين، برئاسة هانى شاكر، بمنع أغانى المهرجانات جدلا واسعا عبر السوشيال ميديا بين مؤيد ومعارض للقرار، الأول يرى أن حل الأزمة ليست بالمنع، ولكن باحتوائهم عن طريق إحدى شعب نقابة الموسيقيين وإرشادهم بالبعد عن الإسفاف، والثانى يؤيد منعهم لما تحتويه أغانيهم من كلمات وصفوها بالدعوة إلى شرب المخدرات والبلطجة والتحرش وزنا المحارم.

 

قائمة بذاءات حمو بيكا فى أغانيه

 

قد يرى البعض تلك الاتهامات لأغانى المهرجانات مبالغًا فيها، وإذا أخذت جولة استماع فى أغانى ولكن حمو بيكا أكثر مؤديى المهرجانات شهرة فى هذا الوسط، لتجد النتيجة صادمة إذ احتوت مهرجاناته على كلمات لا يمكننا كتابتها وإذاعتها على الملأ.

والأمر لا يتعلق بقطع الأرزاق كما يصفه البعض، فالتدخل النقابى بمعاونة أجهزة الدولة بات ضروريا، وأصبح الحديث عن استيعاب مغنيى المهرجانات داخل كيان مثل نقابة الموسيقيين يدعو للضحك، فهذا الكيان الذى انتسب إليه قامات مثل أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم، وأساطير الغناء المصرى لا يمكن أن تتساوى فيه تلك الأسماء مع من يطلقون على أنفسهم «مطربى المهرجانات».

 

 

رسميًا.. «الموسيقيين» تخاطب إدارة يوتيوب لمنع أغانى المهرجانات

 

وعن آخر تطورات الأزمة، قال الدكتور أحمد أبو المجد عضو مجلس إدارة النقابة العامة للمهن الموسيقية، إن النقيب هانى شاكر أخذ على عاتقه مهمة مواجهة ظاهرة أغانى المهرجانات، وبناء عليه ستخاطب النقابة إدارة اليوتيوب رسميا، بوضع شرط إجازة النقابة قبل نشر أى محتوى غنائى على القنوات.

 

 

وأضاف ممثل نقابة الموسيقيين أنه لا يظن أن إدارة يوتيوب ستمانع الموافقة على هذا القرار، وذلك من أجل السيطرة على المحتوى، لافتا إلى أنه لا يمكن لأى شخص يملك قناة على اليوتيوب أن يعرض ما يحلو له دون مراقبة.

وأكد الفنان حلمى عبد الباقى عضو مجلس نقابة الموسيقيين، أنه لا تراجع عن قرار منع مطربى المهرجانات ووقفهم عن الغناء، رغم الجدل الحاصل على السوشيال ميديا عقب القرار.

 

وأوضح عبد الباقى أن الفنان هانى شاكر اقترح تدشين شعبة لاحتضان مؤدى المهرجانات أو اختيار الصالح منهم مع أخذ ضمانات حول تقديمهم كلمات لا تخدش الحياء والمحافظة على الذوق العام، عن طريق إقرارات يمضى كل منهم عليها، وهذه أقل حقوق المستمعين.

 

 

ولفت عبد الباقى إلى أن هذا الاقتراح كان قبل حفل الاستاد الذى شارك فيه حسن شاكوش وعمر كمال، وغنيا مهرجان «بنت الجيران» الذى يتضمن كلمات بذيئة على شاكلة «أشرب خمور وحشيش» لكن بعد تلك الواقعة تغير موقف مجلس النقابة، وبسؤالهما قالا إن فلاشة النسخة الجديدة من الأغنية الخالية من كلمة «أشرب خمور وحشيش» ضاعت.

وأشار عبد الباقى إلى أنه يتابع حالة الانقسام على السوشيال ميديا حول القرار بين مع وضد قائلا: المؤيدون للقرار أكثر، وأى قرار فى الدنيا ستجد المؤيد والمعارض له، ورغم هذه الضغوط لن نتراجع عن قرار نحن مؤمنين به.

 

النقابة ترد على حمو بيكا: ليس لدينا شعبة «راب»

 

من جانبه، شدد الدكتور أحمد أبو المجد، أن النقابة لن تتراجع عن موقفها فيما يخص قرار منع مؤديى المهرجانات من الغناء، مؤكدا أن النقابة كانت لابد أن تتدخل وأن يكون لها وقفة، فقبل القرار تساءل الناس أين النقابة؟ وبعد منع المهرجانات هاجموا النقابة، فى النهاية ستقوم نقابة الموسيقيين بدورها، وآن الأوان أن لا نسمح بالإسفاف نهائيا، حماية للأطفال والشباب، ونثق فى أجهزة الدولة ودعمها لنا.

 

 

وقال الدكتور عاطف إمام، عضو مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية، والأستاذ بالمعهد العالى للموسيقى العربية، وعميد المعهد الأسبق، إنه كان أحد أعضاء لجنة اختبار مؤدى المهرجانات حمو بيكا برئاسة الفنان حلمى بكر، وعضوية أحمد رمضان سكرتير عام النقابة، والفنانة نادية مصطفى، ومحمد أبو اليزيد وكيل النقابة الحالى.

 

 

وكشف إمام فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، عن أنه فى امتحان النقابة لا نسأل عن شعبية المتقدم، ونتعامل على أنه مجرد اسم موجود فى الكشوفات، لافتًا إلى أن حمو بيكا دخل فى دوره وقدم هويته الشخصية واللجنة لا تعرفه، طلبنا منه الغناء، فوجدناه يتكلم فقط، أوقفته وقلت له: «استنى.. أنت بتتكلم كدة.. أنا عايز غناء»، فرد بيكا: «ما هو ده غُنا» فقال حلمى بكر: «ده مش غناء».

 

وأضاف عضو نقابة الموسيقيين، أنه حتى نهاية الامتحان لا نعرف من هو، وبعد خروجه قال لنا أحد أعضاء اللجنة: «أتعرفون من هذا.. هو حمو بيكا»، واتخذنا قرارًا بأنه لا يصلح للغناء قبل أن نعرف أنه حمو بيكا. ورد عضو نقابة الموسيقيين على حمو بيكا الذى قال إن النقابة تعترف بمغنيى الراب، من خلال شعبة باسم هذا اللون الغنائى، مطالبًا النقابة أن تعترف بمغنيى المهرجانات، مساواة بالراب، وقال إمام إنه ليس لدينا شعبة للراب كما يقول حمو بيكا، ولو عرض فى مجلس النقابة اقتراح شعبة للراب سأرفض.

كان الفنان هانى شاكر نقيب الموسيقيين قد فتح النار على مطربى المهرجانات، وذلك من خلال إصدار قرار بمنعهم من الغناء نهائيا وتحذير كل المنشآت السياحية من التعامل معهم بما فى ذلك محمد رمضان الذى اتجه مؤخرا للغناء وإحياء الحفلات.

ويأتى ذلك بعد إصدار النقيب بيانا جاء فيه أنه فى إطار الجدل المجتمعى الحاصل على الساحة المصرية ووجود شبه اتفاق بين كل طوائف المجتمع على الحالة السيئة التى باتت تهدد الفن والثقافة العامة بسبب ما يسمى بأغانى المهرجانات، والتى هى نوع من أنواع موسيقى وإيقاعات الزار وكلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية فى كثيرٍ منها، وقد أفرزت هذه المهرجانات ما يسمى بـ«مستمعى الغريزة»، وأصبح مؤدو المهرجان هو الأب الشرعى لهذا الانحدار الفنى والأخلاقى، وقد أغرت حالة التردى هذه بعض نجوم السينما فى المساهمة الفعالة والقوية فى هذا الإسفاف.

 

 

وأوضح نقيب المهن الموسيقية، أن شروط عضوية أو تصاريح النقابة بالغناء ليست قوامها صلاحية الصوت فقط، ولكن أيضًا هناك شروط عامة يتوجب أن تتوافر فى طالب العضوية أو التصريح، وهى الالتزام بالقيم العليا للمجتمع والعرف الأخلاقى واختيار الكلمات التى لا تحض على عادات سيئة، وأن لجنة اختبار الأصوات مجرد مرحلة أولى، ثم ينعقد المجلس للنظر فى باقى الشروط.

 

 

وأكد الفنان هانى شاكر، أنه لا يقبل ما حدث مؤخرًا من تجاوز بالألفاظ فى حفل أقيم باستاد القاهرة من أحد هؤلاء حسن شاكوش، والتعدى بكلمات تخالف العرف القيمى وتتعدى على ثوابت المجتمع المصرى، وأنه ومجلس النقابة سوف يعيدون النظر فى كل التصاريح بالغناء أو عضوية النقابة فى ضوء المعايير والقيم التى يقبلها المجتمع.