تحل اليوم الثلاثاء 25 فبراير ذكرى وفاة الفنان القدير أحمد عقل، الذى ذاع صيته بأدواره المميزة والمختلفة التى قدمها على مدار تاريخه، منذ أن بدأ حياته الفنية؛ إذ استطاع أن يخلد اسمه فى ذاكرة السينما بخفة دمه المعهودة وابتسامته العريضة، ويبدو أن فيلم "أمريكا شيكا بيكا" كان تنويها منه على وفاته، الذى قدم من خلاله أروع الأدوار الخفيفة والإنسانية، حيث قدم شخصية "عم غمراوى" الرجل الذى سافر إلى الخارج باحثا عن لقمة العيش، ليموت هناك دون أن يدخر قرشا واحدا، كرسالة واضحة، أن الموت يخطف المخلصين والطيبين.
قدم الفنان القدير أحد عقل العديد من الأدوار التى تركت أثرا كبيرا فى السينما والتليفزيون، ومنها مقيم شعائر فى أحد المساجد فى فيلم معالى الوزير، وعم غمراوى فى فيلم أمريكا شيكا بيكا، وموظف الحكومة فى فيلم الإرهاب والكباب، والذى قدمه بجوار الفنان الكبير الزعيم عادل إمام، كل تلك الأدوار وغيرها الكثير للفنان أحمد عقل ظلت محفورة فى وجداننا.
ولد أحمد عقل فى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية 1938م، واشتُهر بشغفه وحبه للفن، حتى وجدت تلك الموهبة طريقها للنور عند التحاقه بكلية الآداب، حتى عمل على تنمية تلك الموهبة داخل مسرح الجامعة، حتى تخرج فى الجامعة، وعمل مدرسا 7 سنوات أسس خلالها المسرح المدرسى، والذي تتلمذ على يديه فى تلك الفترة الفنان يونس شلبى.
اهتم "عقل" فى فترة شبابه بالعمل السياسى، حتى التحق خلال دراسته بالجامعة بفريق الجوالة والكشافة، حتى بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، انضم لمسيرة الطلاب التى قدمت من المنصورة إلى القاهرة سيرا على الأقدام لتأييد ثورة الضباط الأحرار، وجمع خلال تلك المسيرة شكاوى المواطنين لتسليمها للضباط الأحرار والرئيس جمال عبد الناصر.
عم غمراوى.. أحد أشهر الأدوار السينمائية التى قدمها الفنان أحمد عقل خلال مسيرته الفنية، والتى جسد فيها دور رب الأسر الذى لا يسعى للسفر إلى أمريكا للبحث عن فرصة عمل لتوفير المال وتحقيق حياة أفضل لأسرته، ويواجه خلال رحلته العديد من الصعاب ولا يملك ثمن التأشيرة، مما يضطره للسفر عن طريق المهربين حتى تعرض للنصب، ليظل دورة في هذا الفيلم شاهدا على تضحيات رب الأسرة فى الغربة لتحقيق حياة أفضل لأسرته.
وفي مجال السينما قدم الفنان أحمد عقل العديد من العمل الفنية التي حققت نجاحا كبيرا، منها: معالى الوزير، اللعب مع الكبار، الهروب، ديل السمكة، الحاسة السابعة، فيلم ثقافى، أمريكا شيكا بيكا، السفارة فى العمارة، الباشا تلميذ، الأجندة الحمراء، جالا جالا، وإسماعيلية رايح جاى.
رحل الفنان أحمد عقل فى 25 فبراير 2008، إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية، لتنتهى حياة فنان قدّم للسينما كل تلك الأعمال المميزة التى ظلت محفوظة فى ذاكرة السينما ووجدان المشاهدين.