يعرفها الكثيرون فى أدوار الفتاة والمرأة البدوية التى اشتهرت بها وأجادتها، هى عبلة حبيبة عنتر ابن شداد فى الفيلم الشهير الذى شاركت البطولة فيه وحش الشاشة فريد شوقى، وهى وهيبة ملكة الغجر، وهى الخالة راوية فى فيلم أونكل زيزو حبيبى، حيث جسدت عشرات الشخصيات للمرأة البدوية والعربية خلال مسيرتها الفنية الطويلة.
إنها الفنانة الراحلة كوكا التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 7 مارس من عام 1917، واسمها الحقيقى ناجية إبراهيم بلال، وكانت تحلم بالعمل بالفن منذ صغرها، وبدأت حياتها الفنية من الكواليس حيث كانت تعمل مونتيرة فى استديو مصر.
ظلت الفنانة كوكا تحلم بفرصة للتمثيل حتى أتتها هذه الفرصة عندما شاركت فى بعض الأدوار الصغيرة مع الفنان على الكسار فى فيلم " بواب العمارة" عام 1935، ثم مع أم كلثوم فى فيلم وداد.
ولا يعرف الكثيرون أن الفنانة كوكا كانت أول فنانة مصرية تصل للعالمية، حيث قادها الحظ للقيام بدور فتاة زنجية فى مسرحية «صندوق الدنيا»، فرآها المخرج الانجليزى ثورنتون فريلاند الذى كان يبحث عن بطلة لفيلمه العالمى " تاجر الملح" بمواصفات وجد أنها لا تنطبق إلا على كوكا فاختارها لبطولة الفيلم أمام النجم العالمى بول روبنسون، عام 1937، لتصبح كوكا أول نجمة مصرية تصل للعالمية، وكتب المخرج اسمها على أفيشات الفيلم مسبوقا بعبارة "الأميرة الأفريقية".
وبعدها انطلقت الفنانة كوكا لتكون بطلة كل الأفلام التى تتحدث عن الفتاة والمرأة البدوية، ووجهت أنظار صناع السينما إلى نجاح هذه النوعية من الأفلام التى تتجه اتجاها أخر يجذب الجمهور ويختلف عما هو شائع من الأفلام والقصص التقليدية، وفتحت لها هذه النوعية من الأفلام أبواب الشهرة والجماهيرية ليس فقط على المستوى المحلى ولكن على المستوى العربى والعالمى.
ارتبطت كوكا بالمخرج نيازى مصطفى الذى ساعدها على الاستمرار فى هذه النوعية من الأفلام وتعددت بطولتها السينمائية التى جسدت فى أغلبها دور البدوية.
وكانت كوكا زوجة مخلصة لزوجها الذى جمعتها به قصة حب وتعاون فنى كبير، وحين فشلت محاولاتها للإنجاب طلبت منه الزواج بأخرى فتزوج من الفنانة نعمت مختار.
وأصيبت الفنانة كوكا بمرض السرطان ورحلت عن عالمنا فى 29 يناير عام 1979.