وفى محاولة لإبراز قوة النساء فى مملكة "كوش"، وتجسيدها للأجيال الحالية، يستوحى عادة المصور والمخرج السينمائى من كينيا، ريتش أليلا، صوره الفوتوغرافية من الثقافة الأفريقية والقصص التاريخية، الأمر الذى دفعه إلى إضافة لمساته الخاصة، لتطوير هذا النوع من القصص، بهدف جعلها مرتبطة بالجيل الحديث.
وفى سلسلة فوتوغرافية قدمها أليلا، تحتفل صوره برواية تاريخية، تعود إلى 332 قبل الميلاد، حين انتصرت الملكة "كانداس" على الإسكندر الأكبر، الذى حاول غزو أراضيها، وقد تظن بداية أن كل ما كانت تفعله الملكة فقط هو إصدار الأوامر للجيش المحارب، لكنها فى الواقع، كانت أحد أبرز المشاركات فى هذا القتال، وهى تقود فيلًا حربيًا، وبمجرد ما أن شهد الإسكندر الأكبر القوة الكبيرة للجيش، قرّر الانسحاب من أراضى الملكة، والاتجاه إلى مصر بدلاً من ذلك، وفقًا لما نشرته شبكة "CNN" الإخبارية.
وتميزت النساء المحاربات بتكتيكاتهن العسكرية والشرسة، التى تصطحبها مهارات قيادة عظيمة، وكان البعض من هؤلاء المحاربات يقدن جيوشًا للمعركة، إضافة إلى قيادة حيوانات ضخمة، بهدف تخويف العدو.
وفى حال السؤال عن معنى اسم "كانداس"، فهو كان يستخدم كلقب ملكى، يحمل معنى "المرأة العظيمة" أو "الملكة الأم"، وكانت بعض النساء تحكمن إلى جانب أزواجهن، وتملكن سلطة متساوية مع الملك، حيث لم يكن يُنظر إلى النساء كأبطال فحسب، وإنما اعتبرن سابقاً "صانعات الملوك"، بحيث يلعبن دوراً فى تحديد هوية الملك القادم.
ولم يخل عمل أليلا من التحديات المختلفة، إذ أوضح لموقع CNN بالعربية: "كان أمر صعباً للحصول على تفاصيل قصة تاريخية، بسبب الحقائق القليلة المعروفة عنها"، وكانت الصور قد أدهشت العديد من الناس بعد معرفتهم بوجود هذه الشخصيات القوية فى التاريخ، كما أصبحت ملهمة لعدد من النساء، اللاتى وجدن أنفسهن فى أبطال هذه الصور، وشعرن بالقوة ذاتها.
واليوم، يسعى المصور الفوتوغرافى إلى سرد المزيد من القصص، التى تتمحور حول ملوك وملكات أفريقيا المنسيين، متطلعا للشراكة مع أفراد أو منظمات، تشعر بالحماسة أيضاً حول هذا النوع من الأعمال الفوتوغرافية.