خصصت دنيا كريم الحلقة الأخيرة من برنامجها "قصة فى غنوة" على ماست راديو، لاستعراض فن المونولوج الفكاهى فى الأربعينات والخمسينات من القرن الماضى، وكيف كان له فرسانه الكبار، مثل: إسماعيل يس وحسن فايق وثريا حلمى وسعاد مكاوى ومحمود شكوكو الذى تعتبر حياته تلخيصا وافيا لصعود وهبوط فن المونولوج فى مصر.
تركز دنيا كريم فى حلقتها على المنولوجست وفنان الأراجوز الراحل محمود شكوكو وحياته ومراحله منذ ولادته فى حى الدرب الاحمر العريق سنة 1912 وحتى وفاته سنة 1985، تقول: "كان شكوكو معجونا بمية الفن مولود بناره الحامية وإحساسه العالى بأنه مصرى ومن ولاد البلد دى، ومن صغره كان يخلص شغله فى ورشة والده ويجرى ع الأفراح والسهرات يغنى بأسلوبه وخفة دمه وحركاته اللى تدخل القلب وتحرك المشاعر، "جرحونى وقفلوا الأجزخانات .. لا قالوا لى إزيك ولا سلامات،" ورد عليك.. فل عليك.. يا مجننى بسحر عنيك " ،" حبيبى شغل كايرو ومفيش فى القلب غيره "، " مراية الحب عامية ونورها مش أوى .. ونار الحب حامية وانا فيها بنشوى "
وترى دنيا أن مونولوج "حلو الحلو"، واحد من أشهر وأجمل المنولوجات التى استطاعت الإمساك بروح المصريين وشقاوتهم ومحبتهم للحياة، وتضيف " كل جملة فيه تحولت لما يشبه المثل الشعبى أو الإفيه اللى بنقوله فى مواقف مختلفة ونضحك عليه ونحس بالبهجة، "دا اللى فتح قلبى بطفاشه ثم قابلنى مكلمنيش .. يهجر يهجر بس يعيش .. قولتلوا يا للا يا باشا ياباشا .. قاللى لغوها متفلقنيش، أما اللحن زى كل ألحان الموجى لازم تلمس عصب الطرب والسلطنة عندك مع حتة شجن موجودة فى جينات المصريين اللى دايما لما يضحكوا من قلوبهم يقولوا اللهم اجعله خير، حاجة كدة زى ما تقول "سعادة وصاية" من الكونت دى مونت شكوكو والمعلم الكبير محمد الموجى وصاحب الكلمة الشقية والقافية الحاضرة فتحى قورة .
وتنهى دنيا كريم تقديمها للفنان شكوكو بعبارة مؤثرة وتساؤل: "كأن شكوكو والشعراء والملحنين فى عصره كانوا واصلين للخلطة السحرية للذوق الرفيع والفن الشعبى والروح المصرية من غير كلمة تجرح المشاعر أو جملة موسيقية مزعجة، وعلينا أن نتساءل : إزاى نرجع الخلطة السحرية الراقية للفن الشعبى المصرى؟