قامة قصيرة.. بوجه بريء يُحدد ملامحه قصة شعرها، وعين أكثر جرأة، وابتسامة تكسر حدة عينيها.. تصعد المسرح على أنامل قدميها، يقدمها أحدهم للجمهور «الراقصة.. زينات علوي»، يصفق الحضور.. يفصله الموسيقى وتلمع أعينهم مع تمايل جسدها يمينًا ويسارًا.
«أحسن راقصة بعد كاريوكا.. أداؤها سهل جميل غير مبتذل.. من الذي لا يحترم كاريوكا وزينات؟.. كيف لا نحترم هذا الطراز من الفنانات؟».. هكذا تحدث عنها أنيس منصور في مقال له بجريدة الشرق الأوسط، ووصفتها كاريوكا بعد ذلك بـ«راقصة الهوانم»
استطاعت «زينات» أن تحصد لقب «قلب الأسد» قبل الفنان محمد رمضان؛ أطلقته عليها الراقصات نظرًا لانضباطها والتزامها، ووجهة نظرها بأن الرقص لا بد وأن يكون لهن نقابة تحميهن، وحاربت من أجل ذلك، حتى إنها أعلنت اعتزالها الرقص مرتين بعد رفض تشكيل النقابة التي حلمت بها، وانضباطها أيضًا متمثلا في انتهائها من رقصتها وتطير لغرفتها ومنها لمنزلها، جعلها راقصة الأمراء والملوك والهوانم قبل يوليو 1952.
«راهبة الرقص الشرقي» التي رفضت رشدي أباظة.. حفاظها على صداقتها مع سامية جمال جعلتها تصد رشدي أباظة عندما حاول معها، ورفضت «زينات» طالبي الزواج منها مرارا وتكرارا، من بينهم الفنان عبد السلام النابلسي الذي اعترف بحبه لها، وعرض عليها لكنها رفضت.
بـ 100 راجل.. في إحدى الليالي حطمت «زينات» أسنان أجنبي عندما حاول الاعتداء عليها في الملهى الليلي، وقال لها: «أنت مجرد راقصة وفتاحة أزايز».
عام 1971.. اعتزلت «زينات» الرقص، وعاشت أيامها الأخيرة فقيرة بعد أن قررت بيع أثاث منزلها لتوفير العلاج والطعام، حتى أنها رفضت العلاج على نفقة الدولة في عهد السادات، بحسب رواية ابن شقيقتها.
توفيت في 16 يوليو 1988 في منزلها إثر أزمة قلبية حادة، واكتشفت موتها خادمتها بعد 3 أيام، ولم يحضر جنازتها سوى الراحلة تحية كاريوكا، وفيفي عبده.