على الكشوطى يكتب: لماذا يجب على الآباء مشاهدة sex education قبل المراهقين

المسلسل يتناول مشكلات جنسية واجتماعية ويشجع على فضح المسكوت عنه والتحدث عن الجنس والعلاقات دون خجل 

لسنوات طويلة ظل ولا يزال الجنس واحد من أبرز التابوهات فى الدراما والسينما المصرية والعربية، ولم يكسر هذا التابوه إلا بعض صناع السينما والدراما ممن لديهم الجراءة على المواجهة والنضال من أجل فنهم ومن أجل تقديم فن لا ينقطع عن المجتمع بل يكون مرآة له ولقضاياه ولعل أبرز نموذجين ناقشا القضايا الجنسية وتأثيرها على المجتمع والأسرة هما فيلم "النوم فى العسل" والذى قدمه المخرج شريف عرفة فى التسعينات مع الزعيم عادل إمام وفيلم "النعامة والطاووس" فى أوائل الألفية للمخرج محمد صلاح أبو سيف نجل الراحل صلاح أبو سيف ذلك المخرج الذى ناضل لسنوات تخطت الـ25 عاما من أجل الحصول على الموافقات الرقابة لهذا الفيلم حيث قدم للرقابة تحت عنوان "مدرسة الجنس" لكن صلاح أبو سيف رحل قبل أن يقدمه ليخرجه نجله محمد بعد موافقة الراحل مدكور ثابت الذى كان يحمل فكرا جريئا ومختلفا فكر تنويرى لواحدة من الإشكاليات التى تواجه الكثيرون، ليقدم نجل أبو سيف حلم والده داخل عمل مكتمل الأركان يناقش قضية حساسة وبجراءة شديدة ويقدم المعلومة ويرفع الحرج بخلطة جيدة وبأداء تمثيلى قوى جعل من الفيلم محتوى قادر على العيش لسنوات طويلة ويمس الناس بشكل أو بآخر كلا حسب درجة قربة من ذات القضية التى يناقشها الفيلم.

على الجانب الآخر من العالم يتابع محبو المسلسلات واقعا مغايرا تماما -عمل درامى بعنوان sex education للكتابة لورى نان بطولة أسا بترفيلد وجيليان أندرسون وإيما ماكى وكونور سوينديلز وكيدار ويليامز ستيرلنج وباتريشيا أليسون.

المسلسل قد يظن البعض أنه عمل يداعب مشاعر المراهقين أو يلعب على أوتار حالة التيه التى تواجه المراهقين فى بداية مراحل البلوغ أو ربما يأخذ من الجنس وسيلة للانتشار وتحقيق مكاسب، لكن حقيقة الأمر أن المسلسل ورغم أن أحداثه تدور فى إطار درامى كوميدى إلا أنه واحد من الأعمال الهامة التى تساعد الآباء والأمهات فى التعرف أكثر على أبنائهم فى مرحلة المراهقة وتساعدهم على كيفية دعمهم فى تلك الفترة الحساسة.

العمل تتقاطع خيوطه الدرامية مع العديد من القضايا المتعلقة بالجنس لدى المراهقين فى العالم كله وبكل تأكيد تتقاطع مع قضايا المراهقين فى مصر والوطن العربى فهى مرحلة عمرية تتشابه أطرافها بين الشباب حول العالم الاختلاف الوحيد ربما فى طريقة التعاطى مع مشاكلهم والحديث عنها أو كبتها وتجاهل حتى الإشارة إليها.

المسلسل قدم منه جزأين ومن المتوقع أن يكمل المسلسل نجاحه فى تقديم أجزاء جديدة، وهو العمل الذى تدور احداثه عمل شاب مراهق يعيش مع والدته المطلقة والتى تعمل مستشارة علاقات زوجية وجنسية وبالتالى هى القماشة الواسعة التى تعطى من خلالها مخرجة المسلسل المساحة لمناقشة العديد من المشكلات التى تواجه المراهقين ليس فقط فيما يتعلق بالجنس ولكن أيضا فى علاقة الأم بأبنها والأب بأبنه وغيرها من المشكلات فرغم أن المسلسل من اسمه يوحى بأن محتواه يلهث وراء الجنس لكن العمل به رسالة تربوية بالغة الأهمية لذا يجب على الآباء مشاهدته قبل المراهقين لأن كل مراهق حول العالم سيجد لنفسه شبيه وربما يجد للمشاكل التى يواجها حلول ووجهات نظر مختلفة.