"ياصفايح الزبدة السايحة، يا براميل القشطة النايحة، ده أنا جنب منك أبقى مارلين مونرو".. من منا لا يردد هذه الإيفيهات ويحفظها عن ظهر قلب، ومن لا يعشق كوميديا وأفلام اسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصرى وفريد الأطرش ومحمد فوزى، زمن منا لم يردد الأغانى الراسخة فى الذاكرة والعابرة للأجيال مثل "يا نجف بنور–ولا يا ولا (يابتاع التفاح)– البوسطجيه اشتكوا–- لقيته وهويته شاديه – يا عواذل فلفلوا -انا قلبى دليلى–العدس الليلة ليلة عيده لنعيمه عاكف - يا رايحين للنبى الغالى - معانا ريال- إحنا التلاتة سكر نباتة".
كل هذا الفيض الإبداعى والفنى وغيره أضعافا مضاعفة كتبه العبقرى المبدع أبو السعود الإبيارى الذى تحل ذكرى وفاته اليوم حيث رحل عن عالمنا فى 17 مارس من عام 1969، ولكنه بقى بفنه وأعماله الثرية المتنوعة فى الغناء والسينما والمسرح.
أبو السعود الإبيارى صانع البهجة والنجوم، الذى اكتشف إسماعيل ياسين وكون معه ثنائى فنى وقدما معاً عددا من الأفلام التى حمل بعضها اسم إسماعيل ياسين، وساهم فى نجومية عشرات النجوم من عمالقة الفن ومنهم فريد الأطرش ومحمد فوزى، ولبلبة وعادل إمام.
قدم أبو السعود الإبيارى للسينما أكثر من 500 فيلم من أهم أفلامها وهو ما يتجاوز نسبة 15% من الأفلام المصرية، كما كتب أروع الأغانى التى يتجاوز عددها 300 أغنية، وألف مئات المسرحيات، كما عمل بالصحافة وكتب العديد من المقالات لمجلة الكواكب وغيرها.
سار أبو السعود الإبيارى المولود عام 1910 بحى باب الشعرية على نهج استاذه المبدع متعدد المواهب بديع خيرى، فكان الإبيارى يكتب الزجل وهو طفل فى مجلة (الأولاد)، وشجعه بديع خيرى وتبنى موهبته، وكان أول مونولوج يكتبه أبو السعود (بوريه من الستات) وحقق من خلاله نجاحاً كبيراً، وبعدها عمل بفرقة بديعة مصابنى وكتب لها إسكتشات فكاهية، كما كتب وأول رواية (إوعى تتكلم) عام1933.
استد الإبيارى فنه من حياة الناس وتعبيراتهم ومعايشته لهم فى الشوارع والحارات والمقاهى، لذلك عاش هذا الفن وصدقه الناس وحفظوه.
وكتب أبو السعود الإبيارى للسينما أجمل أفلامها الكوميدية، حيث ألف معظم أفلام إسماعيل يس ومحمد فوزى وفريد الأطرش، وحقق فيلمه (لو كنت غني) الذى قام ببطولته بشارة واكيم عام 1942، نجاحا مدوياً، وبعدها توالت نجاحاته فى مئات الافلام ومنها:" الزوجة 13 – الزوجة السابعة – أنت حبيبى – تعالى سلم – نشالة هانم – عفريتة هانم – صغيرة على الحب – جناب السفير – هارب من الزواج – شباب مجنون جداً – طاقية الإخفاء – سكر هانم – المليونير – حواء والقرد – البحث عن فضيحة، فضلا عن أفلام اسماعيل ياسين التى حملت اسمه، كما كونا معا فرقة اسماعيل ياسين المسرحية وألف لها الإبيارى 65 مسرحية.
ورغم أن أبو السعود الإبيارى مؤلف كوميدى إلا أنه ألف لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامه عددا من أجمل أفلامها ومنها: (اليتيمتين – ست البيت - ظلمونى الناس - أخلاق للبيع).
واستحق المبدع أبو السعود الإبيارى عن جدارة عددا من الألقاب التى أطلقت عليه ومنها: "أستاذ الكوميديا، موليير الشرق، النهر المتدفق، جوكر الأفلام، منجم الذهب، الجبل الضاحك"، ورحل عبقرى الضحك والفن المصرى بعد حياة ثرية حافلة بالفن والإبداع فى 17 مارس 1969.