دوماً ما يحظى صناع السينما والفن بشكل عام بنظرة استباقية خلال أعمالهم يحاولوا فيها استقراء المستقبل عبر تلك الأعمال بناء على ما هو حاصل فى أرض الواقع، ولكن الغريب أن يتم تسليط الضوء على أحداث بعينها قبل حدوثها بالفعل بسنوات طويلة، مثلما حصل مع فيروس كورونا الذى توقع مسلسل سيمبسون انتشاره من قارة آسيا ليصيب النجم توم هانكس مما يضطره إلى عزلة صحية!!، وفى مفارقة غريبة أكد هانكس نفسه خلال أحد الأفلام عام 2007 الذى ظهر خلالها ضيف شرف بأنه يخضع لعزلة ويطالب الجميع بعدم السلام عليه!!.
الأمر لم يتوقف عند توقع الأوبئة أو إصابة نجوم بأمراض مثلما حصل مع توم هانكس، الذى أصيب بالكورونا ويخضع لحجر صحى حالياً، ولكن يتضمن أحداثاً سياسية جسيمة منها على سبيل المثال أحداث 11 سبتمبر وتدمير مركز التجارة العالمي، حيث توقع فيلم The Long Kiss Goodnight أثناء مشهد من مشاهده ما حدث بالضبط عام 2001 أى قبل 5 سنوات من التفجير.
ولكن الغريب أن خلال أحد المشاهد ذكر الممثل بأنهم بالفعل دمروا برج التجارة العالمى نفسه عام 1993 أى قبل طرح الفيلم بثلاثة سنوات وقبل العملية نفسها بثمانية أعوام،.. وأضاف أنهم بقتل 4000 شخص وإلصاق التهمة بالمسلمين سيتمكنون من الحصول على ميزانية ضخمة من الكونجرس، وهى وجهة النظر الذى تبناها فيما بعد عدداً من الكتاب الأمريكيين نفسهم الذين ألصقوا التهمة بأمريكا.
وبين السياسة والأوبئة يحاول المخرجين فى أكثر من مناسبة التطرق لشكل الحياة فى المستقبل وسط التكنولوجيا الذى نعيشها، وربما أفضل مخرج تمكن توقع الحياة فى زمن التكنولوجيا هو ستانلى كوبريك وتحديداً من خلال رائعته 2001A Space Odyssey الذى تم طرحه عام 1968 وتضمن العديد من المشاهد التى سبقت عصرها بداية بظهور “الأيباد” حيث أُشير إليه بدقه على أنه “newspad” وهو الجهاز الذى يتلقى ويرصد الأخبار إلكترونياً بالإضافة إلى أمور أخرى تجعل المشاهدين فى حيرة من امرهم وذهول أمام تحويل ما يحدث فى الشاشة إلى أرض الواقع بالفعل، ليتساءلوا حول ما إذا كان الأمر مجرد صدفة أم أنها تنبؤات استند فيها صناع تلك الأعمال إلى وقائع ربما لا نعرفها خاصة مع مسلسل مثل عائلة سيمبسون الذى تنبأ بأحداث متنوعة كفوز ترامب برئاسة أمريكا، وخسارة البرازيل بهزيمة قاسية على أراضيها فى مونديال 2014.