لم تحصل الفنانة نادية الجندى على لقب «نجمة الجماهير» من فراغ، لكنها حصدته خلال مشوار فنى طويل، اجتهدت خلاله وتعبت ونحتت فى الصخر حتى منحها الجمهور هذا اللقب وخلال مشوارها قدمت الكثير من المواهب التمثيلية التى أصبحت فيما بعد نجوما فى عالم السينما، واليوم عيد ميلاد نجمة الجماهير وهو اللقب الذى منحه لها الجمهور لتربعها على عرش الإيرادات لمدة تجاوزت الثلاثين عاما وأفلامها التى حققت أعلى الإيرادات هى التى جعلت الجمهور يمنحها هذا اللقب، ففيلم «بمبة كشر» ظل فى دور العرض لمدة سنة ومثله «الباطنية» و«وكالة البلح»، أيضا، بل كان هناك سوق سوداء للتذاكر الخاصة بالفيلم، وكان البعض يأتى من الأقاليم لحضور الفيلم، وعندما لا يجدون يظلون بالقاهرة لثانى يوم و«يباتوا» فى ميدان الأوبرا، وهذا حدث فى فيلم الباطنية، وهذه الظاهرة لم تحدث من قبل وهذا هو سبب إطلاق اللقب عليها.
الفنانة نادية الجندى دائما فى السينما كان لها أسلوبها المميز فى أفلامها فهى تعرف ماذا يحب الجمهور فتقدم له موضوعات من الواقع الذى يعيشه ودائما تجدها تبحث عن الموضوعات التى بها فن وإمتاع، وفى نفس الوقت تحمل قضية مهمة فهى أول من قدمت وتناولت موضوع الإرهاب عندما عرضته على الكاتبة حسن شاه، كما قدمت فى فيلم «الضائعة» قضية الإدمان، وكيف يقضى على حياة الإنسان كما تناولت قضية المرأة فى عدة اعمال لها فكل أعمالها كانت تمس مشاكل الناس وهمومها وبعد عرض هذا الفيلم تحدثت معها الكثير من الممرضات المصريات اللاتى تعملن بالخارج وقالوا لها: «أنت عملتى حياتنا وكأنك كنت عايشة معانا»، وأيضا بعد عرض هذا الفيلم جاء رجل إلى مكتبها وكان لديه إصرار على مقابلتها وبالفعل قابلته نجمة الجماهير فقال لها: "أنا باشكرك وعايز أبوس إيدك، لأنك بهذا الفيلم كنتِ السبب فى شفاء ابنى، فقد كان مدمنا وأقلع عن الإدمان بعد مشاهدة الفيلم".
ما لا يعرفه الكثيرون عن نادية الجندى أنها كانت سببا فى تغيير قانون عرض الأفلام فكان أى فيلم مهما كان نجاحه لا يستمر فى دور العرض أكثر من 17 أسبوعا لكنها ذهبت لوزير الثقافة وقالت له: «هذا ظلم كبير لى»، فطلب منها رفع دعوى قضائية وبالفعل رفعت دعوى قضائية وكسبتها، وتم عرض الفيلم لمدة عام كامل وتغير القانون، وبالمناسبة هذا الفيلم "بمبة كشر" حقق مكاسب لوزارة الثقافة نفسها، وقالها الوزير يوسف السباعى، حينما هاجمته الصحافة وقالت: «وزارة كشر»، فقال لهم: «الفيلم ده دفعت منه مرتبات الهيئة المتأخرة وسددت بعض الديون".
منظمة الصحة العالمية منحت نجمة الجماهير جائزة وتكريما خاصا عن فيلم «الباطنية» لأنها حاربت تجار المخدرات ولفتت نظر وزارة الداخلية لهذه المنطقة وقامت بتطهيرها، بالإضافة لأفلام كثيرة حاربت بها المخدرات كما قدمت أفلام وطنية فى مجال المخابرات والجاسوسية لدرجة أن صحفى إسرائيلى قابلها وقال لها: «أفلامك حلوة عن إسرائيل نشاهدها فى تل أبيب كل يوم جمعة ونتابع أعمالك»، وهناك أيضا صحفية إسرائيلية سالتها أنت إمتى جيتى صورتى فى تل أبيب، فقالت لها: أنا لم أذهب مطلقا إلى هناك، وكل الفيلم صورته هنا فى ديكورات ولكنها من شدة المصداقية فى الصورة والديكورات اعتقدت أنها صورت فى تل أبيب، ولم تصدق ذلك، ومازالت معتقدة أن نادية الجندى سافرت إسرائيل وبالمناسبة قيل فى الإذاعة الإسرائيلية، إن الأفلام التى قدمتها نادية الجندى عن إسرائيل كانت تثير الشعب المصرى ضد إسرائيل، وتزيد من رفض الشعوب العربية للتطبيع، وأن هذه الأفلام وغيرها هى التى تجعل العرب يكرهون إسرائيل.
كان لنجيب محفوظ رأى فى نادية الجندى فقال لها بعدما قدمت له «شهد الملكة» و«الخادمة» و«وكالة البلح»: أنت أصلح ممثلة تقدم روايتى «شهد الملكة» كما أنه عندما شاهدها فى فيلم «ميرامار» كتب عنها أن هناك ممثلة ناشئة تقدم دور «صفية» لفتت نظرى وكانت ممثلة متقنة لدورها.