فقد عدد من نجوم التمثيل أبصارهم فى نهاية مشوارهم الفنى لتتحول حياتهم من النجومية والتألق إلى المآسى والأزمات وبعضهم أصبح كفيفا؛ بسبب أمراض مزمنة كان يعانى منها والبعض الآخر؛ بسبب الإهمال فى استخدام الماكياج، ولكن أحدهم فقد بصره على خشبة المسرح أمام الجمهور فى مشهد مأساوى ظن الجمهور فى المسرح أنه مشهد كوميدى يقدمه الممثل فامتلأ المسرح بالضحك، وهم لا يعلمون أنها مأساة فنان انتهت حياته الفنية على خشبة المسرح ثم وافته المنية بعدها بأيام.
أول الفنانين الذين انتهت حياتهم الفنية بمأساة هو الفنان الكوميدى عبد الفتاح القصرى فقد كان يعرض أحد مسرحياته مع زميل رحلته الفنية إسماعيل يس، وأثناء الحوار بينه وبين إسماعيل فى أحد المشاهد ترنح يمينا ويسارا ثم سقط بجوار ديكور المسرحية، وصرخ القصرى فى منتصف العرض ليقول إنه فقد بصره، واعتقد الجمهور أنه يقول ديالوج المسرحية، ولكن أُغلقت الستارة ومكث القصرى فى منزله حتى مات بعدها وحيدا.
النجمة الكبيرة عقيلة راتب فى نهاية حياتها فقدت بصرها هى الأخرى وهى تصور أحد الأعمال، وهو فيلم "المنحوس" فقد كان آخر اعمالها وآخر مرة ترى فيها النور، فقد فقدت بصرها قبل نهاية الفيلم بأربعة مشاهد، وفجأة صاحت أثناء التصوير: "لا أرى لا أرى ماذا حدث؟"، وأدركت بعد ذلك أنها فقدت بصرها بشكل كامل، ومع ذلك أصرت على استكمال باقى مشاهدها فى الفيلم حرصا منها على العمل، وعلى المنتج، وهى فاقدة لبصرها.
جسد النجم أحمد زكى شخصية عميد الأدب العربى طه حسين، وهو أشهر كاتب روائى وأديب كفيف، ويأتى القدر ليجعل أحمد زكى ينهى حياته فاقدا بصره قبل رحيله بأيام قليلة أثناء رحلة علاجه من سرطان الرئة، وأثناء تصوير فيلم "حليم" فقد رحل زكى عام 2005، بعد أن قدّم مجموعة من أهم أفلام السينما المصرية، ليصبح واحدًا من فرسانها، ووفقا للمقربين منه فى المستشفى، فقد صرخ فرحا بعدما فقد بصره، وقال: "كده نعمل طه حسين مظبوط بقى".
الفنان زكى رستم فى نهاية حياته الفنية وقبل وفاته عام 1972 فقد بصره وكان قبلها قد فقد سمعه وعاش حياته عازبا لم يتزوج مطلقا وعاش مع كلبه فقط فى منزله، وهو من أكثر الفنانين فى عصره التزاما فقد كان يحب عمله ولا يضيع وقته إلا فى العمل فقط أو الجلوس فى المنزل، فلا يحب الاختلاط ولا السهرات ولا الحفلات، وقدم للسينما الكثير من الأفلام الرائعة، وتنوعت أدواره من شرير السينما ذى الملامح الجادة والأب الطيب الحنون أو الموظف المغلوب على أمره.
الفنان فؤاد أحمد فقد بصره نتيجة عمله وإتقانه له فقد وضع ماكياجا لتجسيد شخصية "هامان" فى مسلسل "لا إله إلا الله"، وكان يستخدم مادة ضارة، ففقد بصره نتيجة الماكياج الخطأ، ومن أشهر أعماله: "خلى بالك من عقلك، المشبوه، خمسة باب" وتوفى عام 2010.
من الفنانين الذين فقدوا بصرهم فى نهاية حياتهم النجم الكبير عماد حمدى، وجاء ذلك على لسان نجله "نادر"، فقد أنهى حياته مكتئبا، ثم فقد بصره لتفاقم عدة أمراض عليه.
آخر فنان فى قائمة النجوم الذين فقدوا أبصارهم فى أواخر حياتهم الفنان أنور وجدى فقد ساءت صحته للغاية، فنصحه الأطباء بالسفر إلى السويد، حيث هناك طبيب اخترع جهازًا جديدًا لغسيل الكلى، وكان الأول من نوعه وبالفعل سافر أنور، وأجرى الأطباء جراحة دقيقة لأنور وجدى لم تفلح فى إنقاذه، وتدهورت حالته وتأكد الأطباء أنه لا أمل فى شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية، وفقد أنور وجدى بصره فى أواخر أيامه، وعانى من فقدان الذاكرة المؤقت، كما ذكر المؤرخ الفنى عبد الله أحمد عبدالله، الشهير بميكى ماوس.