طارق الشناوى: حليم لم يراهن على شىء سوى نجاح حليم
محمد سلطان: حليم من الصعب أن يتكرر مرة أخرى
منير الوسيمى: حليم كان ينتقى الكلمات والألحان حتى يعيش فى وجدان الناس
حلمى بكر: حليم هو أيقونة الحب لدى الجميع
حليم حالة فريدة من نوعها لم تتكرر مرة أخري، فبالرغم من مرور أكثر من أربعين عاما على وفاته، تعاقب خلالها الكثير من أجيال المطربين، إلا أنه مازال عالقا فى أذهان الجماهير، ولم يستطع أحد أن يزحزحه من مكانه فى قلوب الناس، فما سر بقاء حليم على عرش الأغنية إلى اليوم.
التقى "عين" ببعض الموسيقين والنقاد لتتعرف على هذا السر من وجهة نظرهم.
يقول الناقد طارق الشناوي، عبد الحليم حافظ كان صوتا ملهما ولم يكن صوتا عظيما فقط، فهناك فرق بين الإلهام والعظمة، فالملهم يكون بجواره مواهب متعددة تضيف إليه من شعراء وملحنين، فكانوا يقدموا له أغانى تشبهه، بل إن بعض من الشعراء غيروا منهجهم تماما عندما كتبوا لحليم.
وأضاف عندما جاء محمد الموجى من قريته فى الشرقية، كان هدفه أن يغنى وليس أن يلحن، وكان مثله الأعلى عبد الوهاب، ولكنه عندما سمع حليم فى الإذاعة قال هذا صوتى ، وبالفعل حدث أول تعاون بينهم وأهداه غنوة صافينى مرة، كذلك كمال الطويل عندما إلتقى بحليم قرر أن يلحن له وكانت على قد الشوق هى أول ألحانه لحليم. وقدم له بليغ حمدى لحن تخونه كأول لحن مغاير لألحانه.
سر بقاء حليم إنتقاءه للكلمة واللحن، حليم كان يغنى مايحبه الناس، فإذا وجد الشارع يميل للشعبى على الفور يقدم أغنية شعبية، ولكنه كان يغنى ما يشبه حليم.
بالإضافة أن السينما كانت تلعب دور مهم فالملعب الحقيقى لحليم كان السينما، فأجمل الأغانى الذى قدمها كانت فى الأفلام، فالدراما كانت تخلق الخيال وفتح الأفاق فى الكلمة واللحن.
حليم لم يكن لديه رهان على شيء سوى نجاح حليم، فأتذكر كلمة كامل الشناوى عندما قال حليم يكذب إذا تكلم ويصدق إذا غنى.
ويقول الملحن محمد سلطان، الفنان الذى له قيمة كبيرة يستطيع أن يحفر فى أذهان الناس دون مجاملات، وحليم لن يتكرر مرة أخري، فكان دائما سابقا لعصره طموحاً لدرجة كبيرة ولديه رغبة قوية فى التطوير والتغيير، فهو دائما ماكان شخص مؤثر وأستطاع أن يجعل أدائه مغاير تماما عن ماكان موجود حينها.
ولم يعود الفضل فى نجاح حليم لأى سبب سوى حليم، فهو من كان يختار كلماته وألحانه فكان لديه من الذكاء أن يعرف مالذى سيعلق فى أذهان الجماهير، فحليم من الصعب أن يتكرر مرة أخري.
أما الموسيقار منير الوسيمى يقول، نستطيع أن نعرف سر بقاء حليم إلى اليوم فى تجربة بسيطة نستطيع جميعا أن نجربها، فإذا قارنت بين أى أغنية فى الوقت الحالى مهما وصل نجاحها وأغنية لحليم ستعرف السر، الفن اليوم به إنحطاط كبير، والمستوى الفنى الذى يقدم هو مستوى لا يليق بالمصريين الذين تربوا على حليم وأم كلثوم وغيرهم من العملاقة، فالفنان الذى يقدم فن للناس سيعيش فى وجدان الناس، وحليم كان ينتقى كل كلمة وكل لحن من أجل أن تعيش للناس.
أما الملحن حلمى بكر يقول سر بقاء حليم فى القيمة التى كان يقدمها، فحليم كان يغنى بصوتا عاطفيا ينقل أحاسيس الأغنية إلى المتلقى وكان لديه قدرة فى التعبير وأداء الكلمات تلقى إعجاب الجميع، وأصبح حليم هو أيقونة الحب لدى الجميع، كان يتعاون مع كل من يضيف إليه، ولكن اليوم قد إنهارت القيمة الفنية وأصبح هناك إنحدار فى الذوق العام، نحن نذكر حليم إلى اليوم وسيظل أسمه يتكرر لنهاية الدنيا، بجانب وجود مؤلفين عظماء فكان حليم يغنى لكمال الشناوى ونذار قبانى وحسين السيد وغيرهم، واليوم هل نستطيع أن مدكر اسم مؤلف واحد يقارن بهؤلاء بالطبع لا، الفن اليوم لم ولن يعيش طويلا.