البعض قد يتخيل أن السينما والمسلسلات حول العالم تتناول بعض الأمور البعيدة عن الخيال من باب خيال المؤلف وحصد الملايين من وراء شباك التذاكر، لكم الحقيقة أن الواقع هو أكثر خيالا من خيال مؤلفى السينما والمسلسلات، فما يعيشه العالم الآن وتناولته بعض الأعمال الفنية من باب إطلاق العنان للخيال لم يكن أبدا يتوقع أحد أن نعيشه لكننا بالفعل نعيشه وربما نعيش أسوأ منه على مستوى العالم.
شاهدنا العديد من الأفلام التى تتحدث عن الوباء وتفضى المرض ونهاية العالم، لكن أبدا لم يكن فى مخيلة أحد منا أننا سنعيش هذا على أرض الواقع، فربما مشاهدتنا لأفلام الرعب وأفلام نهاية العالم تصنف تحت بند الفزع اللذيذ أو الخوف الممتع فأنت تشعر بالخوف وأنت جالس أمام شاشة السينما أو على أريكة منزلك وبمجرد ظهور كلمة النهاية على الشاشة ينتهى كل شىء انت فى أمان وطاقم الفيلم أو المسلسل أيضا، لكن ما نعيشه حاليا مختلف فجميعنا فى خطر والكل مترقب ويتسأل هل هذه هى نهاية العالم فعلا هل ما شاهدناه فى الأفلام هو ما يتحقق على أرض الواقع بالفعل هل نتمسك بالأمل "زى الأفلام" أم نفقده فالنهايات كلها ليست كنهايات الأفلام، فالمخرج هو من يقرر ما إذا كانت النهاية ستكون سعيدة أم لا بينما فى الواقع الأمر ليس بيد أحد ولو أن قوى الشر غالبا هى من تنتصر فى النهاية.
ربما الأفلام التى تتناول الأوبئة أو نهاية العالم يتحكم فيها بعض الشىء المنظور الفنى، لكن الوثائقيات، سواء أفلاما أو مسلسلات تنقل الواقع، كما هو وربما تجد فيها حجم الدراما بكثير لأن ما تراه هو واقع سجلته كاميرا وليس مخرجا يكوِّن صورة فنية، لذا هى أوقع وأكثر تعمقا فى النهاية صلب الموضوع، وهدفها ليس شباك التذاكر أو الترفيه وإنما التوعية.
مسلسل الوباء الوثائقى والذى يعرض على شبكة نتفليكس يتناول العديد من الأمور المهمة جدا، خاصة فى ظل ما نعيشه حاليا من تفشى لفيروس كورونا الوضع الذى لا يختلف كثيرا عن وقائع المسلسل الوثائقى الذى تتناول حلقاته كم النضال الذى يقوم به الأطباء أو ما يطلق عليهم بالجيش الأبيض للوقوف حائط صد أمام تفشى الأوبئة وتطوير لقاحات للحد من تفشى الفيروسات حول العالم.
حلقات المسلسل الوثائقى توضح مدى أهمية الأبحاث العلمية المتطورة والمستمرة التى يجب على كافة الدول أن تقوم بها من أجل الجاهزية لأى وباء محتمل فالعلم يتطور كل ثانية والفيروسات كذلك تتطور وتخرج سلسلات جديدة منه تهاجم الحيوانات والبشر وتنقل المرض بين العالم الذى احيانا يقف العلم عاجزا أمام قدرة تلك الفيروسات على التطور المزهل الذى يحدث فى خلاياها ويجعل الأطباء دوامة من الحيرة تجاه كيفية التصدى لهذه الفيروسات التى تحصد حياة الملايين على مدار سنوات طويلة.
المسلسل الوثائقى ورغم طول حلقاته وأنه يضم مادة علمية وقد يكون غير ترفيهى أو مسلى مثل أفلام نهاية العالم أو مسلسلات الزومبى، وغيرها، إلا أن مشاهدته غاية فى الأهمية ليس فقط لأننا نعيش واقعا مماثلا لما يقدمه المسلسل، ولكن لأن هناك مجهودا جبارا يقوم به أطباء ودول ربما لا يعلم الناس عنه شيئا، ولا يكون جاذبا لهم لمشاهدته أو متابعته، ولو كخبر فى نشرة الأخبار، لذا أعتقد أن تلك النظرة ستتغير، خاصة من الجيل الحالى ممن عاصر وباء كورونا وانتشاره بين الدول وتأثيره السلبى على الحياة فى العالم كله، ففيروس لا يرى بالعين المجردة لديه القدرة على إيقاف الحياة، وتحويل شوارع العالم كله إلى فراغ كامل، وكأن تلك المدن للأشباح فقط، مشهد لا يصدق ولم يره الجيل الحالى سوى فى أفلام نهاية العالم، لكنه مشهد حقيقى الآن، فما كنا نراه من هجوم على محال السوبر ماركت والأسواق وكنا نرى ذلك أمرا كوميديا ولا يمكن أن يحدث فى عالم متحضر، شاهدنا باعيننا وفى مجتمعات متحضرة لم نكن نتوقع أن يحدث ذلك فيها، وهى الرسالة الأهم والأشمل داخل المسلسل الوثائقى، وفى الواقع فى النهاية ستنتهى سطوة هذا الفيروس على العالم، ولكن بعد أن يكشفنا أمام أنفسنا ويكشف من هم أكثر انسانية ومن منا كان فقط يتشدق بها، وعندما حان الاختبار الحقيقى سقطت الأقنعة وظهرت الحقيقة.
الوباء مسلسل وثائقي
الوباء مسلسل وثائقي
الوباء مسلسل وثائقي
الوباء مسلسل وثائقي
الوباء مسلسل وثائقي
الوباء مسلسل وثائقي