مع بداية شهر إبريل من كل عام يحترف البعض اختراع وتدبير بعض المقالب تحت مسمى "كذبة إبريل"، ويحذر الكثيرون من تصديق كل ما يقال لهم أو يسمعونه من أخبار خوفا من الوقوع ضحية مقالب أول إبريل.
وكان لنجوم الزمن الجميل الكثير من المقالب مع "كذبة إبريل"، سواء كانوا ضحايا لها أو مبتكرين ومدبرين لهذه الكذبات حتى يوقعوا زملاءهم فيها.
وكانت كوكب الشرق أم كلثوم معروفة بخفة ظلها وسرعة بديهتها ومواقفها الطريفة، ونشرت مجلة الكواكب مع بداية إبريل عام 1957 خبرا أشارت فيه إلى أن أم كلثوم أرادت أن تدبر مقلبا لأعضاء فرقتها مع بداية شهر إبريل، فاتصلت بالمقهى الذى يجتمعون فيه وطلبت التحدث مع أحدهم وأخبرته بأنها تدعوه للغداء، وطلبت منه تكتم الأمر وعدم إخبار باقى أعضاء الفرقة، وبعدها فعلت نفس الشىء مع كل فرد من أفراد فرقتها.
وعندما حان موعد الدعوة اعتذر أحدهم بأنه مريض ويحتاج أن ينصرف إلى بيته، بينما اعتذر ثان لارتباطه بموعد، وثالث بأنه ذاهب لزيارة شقيقته، هكذا انتحل كل منهم عذرا حتى يهرب من باقى زملائه ليلبى دعوة كوكب الشرق الخاصة، وكانت المفاجأة حين ذهبوا جميعا لبيت أم كلثوم واجتمعوا هناك، وحينها أدركوا أنهم وقعوا ضحية أحد مقالب الست، ومضى كل منهم يمسح عرقه الذى سال بغزارة من شدة الخجل، بينما لم تتمالك كوكب الشرق نفسها من الضحك.
بينما عُرف عن الفنان عبدالسلام النابلسى احترافه تدبير مقالب لزملائه أول إبريل، فأرادوا الانتقام منه، حيث تصادف أنه كان يشارك فى فيلم بطولة فريد الأطرش وإخراج أحمد بدرخان، واتفق المخرج مع الممثلين على أن يدبروا مقلبا للنابلسى أول إبريل، فأرسل له المخرج أمرا بالحضور للاستديو فى وقت مبكر جدا لتصوير بعض المناظر الخارجية، وجاء النابلسى مبكرا وهو مستاء جدا؛ لأنه اضطر للاستيقاظ قبل موعده.
وما كاد النابلسى يدخل غرفته حتى أغلق الفراش بابها عليه بالمفتاح تنفيذا لأمر المخرج، وظل الفنان الكبير يصرخ ويتوعد لساعات، حتى حضر المخرج وفتح له الباب قائلاً: "كل إبريل وانت طيب"، بينما ضج الاستديو بضحك زملائه الذين سبق وكانوا ضحايا لمقالب النابلسى أول إبريل.