أشاد عدد من المسرحيين المصريين والعرب بمهرجان المسرح العالمى أون لاين، برئاسة الناقد الفنى هيثم الهوارى، الذى اختتم دورته الأولى أمس، مؤكدين أن المهرجان استطاع تنشيط الحركة المسرحية، والاحتفال باليوم العالمى للمسرح، فى ظل أزمة كورونا التى تسببت فى غلق المسارح على مستوى العالم.
وقال الناقد المسرحى د. حسن عطية: حينما اجتاحت الجائحة العالم وأجبرتنا جميعا على البقاء فى البيوت لا نملك إمكانية الخروج للعمل وممارسة نشاطنا الثقافى والفنى فكرت عقول كثيرة فى جمعنا حول شاشات التليفزيون وعبر شبكات التواصل الاجتماعى، كان من ضمن هذه العقول الكاتب الصحفى هيثم الهوارى الذى لجأ لعالم الأون لاين ليقدم مهرجانا موازيا لمهرجان الجنوب الذى توقف بسبب "كورونا" ليصل بعروضه المصرية والعربية والعالمية لجمهوره المجبر على البقاء فى البيوت.
وأضاف عطية: وكما يمكن معرفة حجم الجمهور المتلقى فى دور العرض الخارجية يمكن تلمس مدى إقبال الجمهور المتلقى لخمسة عشر عرضا تم تقديمها أون لاين عبر تسجيل عدد المشاهدين لها فضلا عن ردود الفعل لمضامين هذه العروض وصياغاتها الدرامية ومدى جديتها فى عرض أفكارها وقد أثار أكثر من عرض الجدل حول رسالته الفكرية مثل عرض بيت الدمية.
الناقدة المسرحية الجزائرية د. جميلة مصطفى قالت: أسدى آيات الشكر والثناء إلى مؤسسى المهرجان الذى أهدى طبعته الأولى لروح الفنان الراحل جورج سيدهم، بهذا الظرف الاستثنائى الذى جعلنا نعيش تحت نير هذه الجائحة التى عصفت بالعالم أجمع راجين من الله-جلت قدرته وعلت- أن يرفع عن الإنسانية قاطبة هذا الوباء ويعود عالمنا العربى إلى سابق عهده إبداعا وفنا وثقافة فى ظل الأمن والأمان ليعم أرجاء بلداننا العربية.
وأضاف المخرج التونسى نوار الضويوى أن المهرجان العالمى أون لاين هذا الحلم الذى ولد من رحم أحزان العالم وهو يواجه أشد حربا ضد فيروس كورونا هنا خلف شاشات هواتفنا ولد هذا المهرجان ليتكلم بلغة واحدة لغة المسرح.. تتكثف الصور وتتوالى المشاهد وتأتى التعليقات بين مؤيد وبين رافض بين ناقد وبين محلل لمدة خمسة أيام تتعدد الفرجات على ركح افتراضى بين .. رسم الأجساد والأصوات على منصة لا مناص منها شجون الإنسان وأحلامه وآماله وآلامه… فتُرقن أسطر الدهشة على جدار الذاكرة وتخزّن الانفعالات والمشاعر فى الصدور… ليترجِم الإدراك والتأمل كل ذلك وغيره إلى أفكار ومعانى تتلبسها الحروف للتداول المفترض والنقاش الحر… هنا، الآن.. عالم اخر للتعبير ومنبر آخر للكلمة.. الكلمة الصادقة المحفزة الفاعلة المنفعلة المنتقدة المنقذة البناءة الغيورة الحالمة الحاملة المعانى والأمانى والرافعة لواء الغيرة على الجمال والاختلاف بمودة… هنا، الآن..خلف الحاسوب أو الهاتف الصغير من شاشة صغيرة نفتح نوافذ العالم ونطلق العيون لتسافر إلى أصقاع الدنيا سينتهى المهرجان وتبقى أرواحنا وعقولنا محملة بمشاهد مسرحيات لن تنساها الذاكرة.
وقال المخرج د. مهند العميدى، أستاذ بكلية الفنون الجميلة بالعراق، فى ظل هذا التأزم النفسى الذى تعيشه البشرية وانقطاع وزيادة العزلة التى يعيشها الانسان مر علينا يوم المسرح العالمى بلا قاعات مسرح ولا جمهور ولا ستارة ترفع وساد الصمت والخوف لكن المسرح روح هائمة لا تستقر ولا تتوقف ولا تموت فكان الفضاء الافتراضى مكان آخر نحتفى به بيوم المسرح العالمى من خلال المهرجان العالمى أون لاين هذه الفعالية الثقافية التى أكدت أن المسرح لا يموت فهو حى قائم رغم كل الموت المحيط بنا فشكرا لكل القائمين على هذه الفكرة الرائعة والجميلة التى لها سبق الريادة فى استغلال الفاضاء التواصلى لإنتاج مفاهيم جديدة وتفعيل دور المسرح الثقافى فمبارك لكل القائمين وأشد على أيديهم.
أما المخرج المغربى مروان الجرفى، يقول: كل الشكر لإدارة مهرجان المسرح العالمى أون لاين فى شخص مديرها الفنان هيثم الهوارى على هذه الالتفاتة الجميلة التى ساهمت فى خلق هذه الفرجة المسرحية من وسط المعانات التى يعيشها العالم اليوم كما نتمنى من الله أن يرفع عنا هذا الوباء ليعود الممثل لخشبة المسرح لأن الخشبة هى العالم الوحيد للفنان المسرحى شكرًا لكم على هذه الفرجة المسرحية التى عشناها معكم لمدة خمسة أيام.