دائما يسبق المسرح كل الفنون فى تناول الأحداث الجسام والأزمات والمشاكل التى تواجه البشرية والعالم بالكامل حاليا يتأذى من جائحة "كورونا" ويعيش حالة من الرعب وهذا ما يتناوله العمل المسرحى التونسى الذى يعد أول عمل ما بعد أزمة كورونا.
المسرحية تحمل عنوان "المندرة" وهى من إخراج عمر على ويتطرّق من خلالها إلى الأزمة الصحية العالمية لوباء "كورونا"، مستعرضا مجموعة من القضايا الوطنية والإنسانية الراهنة وهو بالمناسبة مستوحى من مسرحية "تخريف ثنائى" ليوجين يونسكو.
والمسرحية الأولى عن كورونا تدور أحداثها فى مصنع لإنتاج مواد استهلاكية حيث لجأ إليه مجموعة من الناس للاحتماء به، وقد أغلقوا على أنفسهم وسط المصنع، وانعزلوا عن العالم الخارجى، وفى الأثناء ينشب صراع وتندلع حرب بينهم.
مخرج المسرحية يرى أن هناك تشابها كبيرا بين أحداث المسرحية والوضع الحالى فى العالم فى زمن "كورونا" هو حالة الهلع التى تنتاب الناس والخوف من المستقبل فيسعى الجميع إلى الاختباء والاحتماء بدل التعاون والتضامن بين الجميع لمواجهة الأخطار، منبّها إلى أن “الحب المفرط للذات" والبحث عن الخلاص الذاتى للبقاء على قيد الحياة قد يولد الصراع مع الآخر وينتهى به إلى الموت، لاعتقاده الراسخ أن "الخلاص الذاتى أسوأ من الحرب ويدمر قيم التمدن والتحضّر الإنسانى" المسرحية تضم 8 ممثلين وتستغرق مدة التمارين حوالى 4 أشهر.