طلت علينا جارة القمر السيدة فيروز بصوتها الشجى، وكانت طلتها بدون غناء، لكنها تقرأ وتتضرع إلى الله، طالبة الخروج من محنة "كورونا"، ونشرت ريما الرحبانى، على صفحتها على "فيسبوك"، وكذلك على موقع "فيروز برودكشن" على يوتيوب، شريطا لا تتعدى مدته الدقيقتين، تظهر فيه والدتها جالسة على كنبة حمراء وفى يدها الكتاب المقدس، تقرأ مختارات مؤثرة من الإنجيل.
القيثارة وصاحبة الصوت الملائكى الدافئ الفنانة الكبيرة والقديرة نجاة ألا تطل علينا مثل فيروز، وتمتعنا بصوتها الدافئ، حتى لو بدعاء، أو حتى قراءة آيات من القرآن، تسأل بها الله الرحمة لنا، فهو القادر على تخليص الشعب البائس من همومه، وأن ينير سراجه ويضيئ الظلمات، ويعيد لنا مباهج الحياة وحيويتها.
يذكر أن نجاة بدأت الغناء وعمرها سبع سنوات عام 1942، وسمعها فكرى أباظة ووصفها فى مقال له بمجلة "المصور" قائلا: إنها "طفلة فى السابعة من عمرها تغنى أغانى أم كلثوم وكأنها مطربة كبيرة"، واحترفت الغناء فى صيف 1945، وسمعها الصحفى الشهير محمد التابعى فى رأس البر؛ فكتب عنها صفحة كاملة لفتت الأنظار إليها، وكان اسمها "نجاة" فقط، فخشى المعجبون أن يختلط الأمر بينها وبين نجاة على، أشهر مطربة بعد أم كلثوم فى ذلك الحين، فأطلقوا عليها لقب "نجاة الصغيرة".
ورفضت الإذاعة أن تسمح لها بالغناء، إلا فى حالة أن تغنى أغانى كتبت لها خصيصًا بعيدًا عن أغانى أم كلثوم، وكانت تشرب كوبا من "الينسون" وتقرأ سورة يس قبل كل حفلة غنائية، ولم تكن تصدق أحدًا، ولا تثق بأى شخص، وكانت غيورة جدًا، وأُطلق عليها الكثير من الألقاب، منها: "شمس النهار" و"خليفة أم كلثوم" و"المطربة الكارت بوستال" و"قيثارة الغناء العربى".
وعُرض عليها دور البطولة فى فيلم "اليتيمتان"، فرفضت؛ لأن الدور لفتاة مشوهة، ومثلت فى الإذاعة مسلسلا قصيرا مع الشاعر نزار قبانى، وكانت دائما تحب أن تعطى للآخرين إحساسا بأنها ضعيفة، وأنها لغز.
فيروز ونجاة
فيروز
نجاة