جمال عبد الناصر يكتب: يحيى الفخرانى صاحب الألف وجه ويستحق الأوسكار

صاحب الألف وجه هو اللقب الذى يستحق أن يناله النجم الكبير يحيى الفخرانى فخلال رحلته الفنية ومسيرته قدم بعبقرية شديدة شخصيات كثيرة جدا ما بين السينما والمسرح والدراما التليفزيونية وجميعها صنعت له المجد والنجومية ويستحق عنها جميعا الأوسكار.

ويحتفل اليوم 7 أبريل النجم يحيى الفخرانى بعيد ميلاده فهو من مواليد مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية وبدأ مسيرته المهنية فى عام 1972، بعد أن ترك العمل بالطب.

يحيي الفخراني صاحب الالف وجه

أولى الشخصيات التى كانت خطوة مهمة فى مسيرة النجم يحيى الفخرانى كانت عام 1977 حينما شارك فى فيلم "آه يا ليل يا زمن" بطولة رشدى أباظة ووردة وسمير غانم عن قصة إحسان عبد القدوس "جرحى الثورة" وإخراج على رضا وقدم خلاله النجم يحيى الفخرانى دور "محسن" وكان من الأدوار التى مهدت لتواجده على الساحة السينمائية حيث قدمه بخفة ظل وبإتقان شديد برغم مساحته الصغيرة لكنك حينما تتذكر الفيلم فلن تنسى دور الفخرانى.

من الشخصيات التى كانت أيضا علامة مهمة فى تاريخ النجم يحيى الفخرانى دوره فى مسلسل "أبنائى الأعزاء شكرا" عام 1979 فقد لمع نجمه وأصبح معروفًا للجماهير من خلال مشاركته فى هذا المسلسل الناجح حيث لعب دور الابن الكبير رأفت.

يحيي الفخراني وليلي علوي في فيلم خرج ولم يعد

فى عام 1981 لعب الفخرانى دورا مهما جدا فى مسلسل حقق شهرة ونجاحا كبيرا وهو مسلسل "صيام صيام" الذى قدم فيه شخصية "صيام" الذى يعدل كل يوم سلوكا خاطئا من سلوكياته المرتبطة بالصيام والمكملة له كفرض ومنها نتعرف على قيمة الصيام والحكمة الإلهية من فرضه وتحديد مواقيته والمسلسل أخرجه محمد فاضل وشاركت فى بطولته الفنانة فردوس عبد الحميد مع كوكبة من النجوم منهم مريم فخر الدين واثار الحكيم وصلاح السعدنى وعبد الله فرغلى وليلى علوى وممدوح عبد العليم وفاروق الفيشاوى وجميل راتب.

يحيي الفخراني صاحب الالف وجه

ومن الشخصيات التى برع الفنان الكبير يحيى الفخرانى فى تجسيدها وكانت علامة مميزة فى مسيرته بالسينما عام 1985 شخصية عطية عبدالخالق فى فيلم "خرج ولم يعد" للمخرج محمد خان فقد أبدع فى تجسيد شخصية الموظف البسيط الذى يعمل فى إحدى الهيئات الحكومية، بعد أن تهدده حماته بفسخ خطوبته من ابنتها لتأخره فى توفير عش الزوجية، فيقرر أن يأخذ إجازة من عمله، ويسافر إلى بلدته ليبيع إرثه من والده، وهناك يقع فى غرام خيرية (ليلى علوي) ابنة كمال بك (فريد شوقي) الذى اشترى منه الأرض، ومع الوقت يعشق هدوء الريف، وبساطته، وبعده عن صخب المدينة، ونال الفخرانى جائزة أفضل ممثل من مهرجان أيام قرطاج السينمائية عن هذا الدور.

حقق الفخراني نفس النجاح مع نفس المخرج محمد خان من خلال فيلم "عودة مواطن" الذي جسد فيه شخصية "شاكر" ذلك المواطن العائد من الدوحة بعد غياب 8 سنوات على أمل استئناف الحياة مع أخوته بالقاهرة بعد أن حقق لهم الأمان المادي لكنه يصطدم بالتغيرات الاجتماعية التي حدثت خلال تلك الفترة والتي أثرت على أخوته وجعلتهم لم يعودوا في حاجة إليه فكل منهم يشغله عالمه الخاص ونال عن هذا الفيلم جائزة مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما كأفضل ممثل عام 1986.

لو أن النجم يحيي الفخراني قد حقق نجاحا كبيرا بعدة شخصيات في الدراما التليفزيونية إلا أن شخصية الباشا الأرستقراطي سليم البدري في مسلسل "ليالي الحلمية" هي الشخصية الأكثر شهرة في مسيرته والأكثر نجاحا وحبا من الجماهير علي مستوي الوطن العربي بأكمله خاصة أننا تعايشنا معها في عدة أجزاء تجاوزت جميعها كانت أنجح من بعض .

قدم الفخرانى عدة أعمال مسرحية منها "حب وفركشة" فى عام 1974، و"بكالوريوس فى حكم الشعب" فى عام 1978، و"حضرات السادة العيال" فى عام 1988، و"جوازة طلياني" فى عام 1998، و"مسرحية ليلة من ألف ليلة" التى أعاد تقديمها مؤخرا لكن مازالت شخصية "لير" فى مسرحية "الملك لير" للكاتب الكبير وليم شكسبير هى الشخصية الأهم والأكثر شهرة ونجاحا للنجم يحيى الفخرانى فى المسرح وأصبح هناك ارتباط شرطى بين اسم لير والنجم الكبير يحيى الفخرانى.

قدم الفخراني أيضا شخصيات كثيرة ناجحة في الدراما التليفزيونية علي مدار أعوام كثيرة منها شخصيات مثل "حمادة عزو" في المسلسل الشهير "يتربي في عزو " كما قدم شخصية همام أميـر الصعيد وزعيم قبائل الهوارة في القطر المصرى في المسلسل الناجح أيضا " شيخ العرب همام " وحقق بها نجاحا مدويا لكن من وجهة نظري أن الشخصية الأصعب والاهم والتي تفوق بها النجم يحيي الفخراني هلي نفسه وتحدي بها قدراته هي شخصية " ونوس " في مسلسل حمل نفس الاسم قدم خلاله الفخراني معالجة لشخصية " فاوست " بطريقة مصرية في إطار دراما اجتماعية، عن أحد الآباء (ياقوت) الذي يترك أبنائه وزوجته ويختفي لمدة 20 عامًا، ثم يأتي الشيطان (ونوس) إلى أسرته، ويدعي أنه صديق والدهم، ويخبرهم أن والدهم وهو يمتلكون الملايين، فتتطور الأمور ويبدأ الصراع بين الأبناء والزوجة، ما بين العودة إلى حضن الأب والأموال، أو المضي في حياتهم كما كانوا وقد تألق الفخراني في تلك الشخصية وأبدع فيها إبداعا يستحق عنه نيل جائزة الاوسكار .

يحيي الفخراني نجم يستحق الاوسكار

أيضا ابدع الفخراني في السينما من خلال فيلم " الكيف " وقدم شخصية الدكتور صلاح أبو العزم ذلك الكيميائي الذي يقنع شقيقه " جمال " بالإقلاع عن المخدرات فيقوم بإعطائه قطعة حشيش صُنعت في المعمل من مواد عطارة غير ضارة وينصحه باستخدامها وتقديمها لأصدقائه بدلًا من الحشيش، وتنال التركيبة إعجاب أحد تجار المخدرات، ويسقط صلاح أمام إغواء المال الذي يتوالى عليه بسبب تركيبته وقدم هذا الدور في هذا الفيلم بأداء كوميدي نابع من الموقف حقق من خلاله تماس كبير مع الجمهور المصري .

الخواجة عبد القادر

من المؤكد أن اختيار عدد محدد من  الشخصيات والكتابة عنها مسيرة الفنان يحيي الفخراني ربما تظلمه لأنه قدم تجارب وشخصيات متعددة وجميعها كانت مؤثرة في الجمهور ومنها مثلا دوره في مسلسل "نصف ربيع آخر"، وتجسيده لشخصية عبد المتعال محجوب في مسلسل "لا"، ودوره في مسلسل "زيزينيا" بجزأيه الأول والثاني ودوره الجرئ جدا في التجربة السينمائية المهمة "الحب في الثلاجة" مع المخرج سعيد حامد ، ودوره المميز في فيلم " إعدام ميت " حيث قدم شخصية " أبو جوده " وأيضا دوره مع النجم عادل إمام في فيلم " حب في الزنزانة " في شخصية فاروق " مزور العمله "

قدم الملك لير ببراعة كبيرة وحقق بها نجاح نقدي وجماهيري

وأيضا أدواره المميزة في مسلسلات "جحا المصري"، و"شرف فتح الباب" وأدائه العالمي لشخصية رحيم المنشاوي " في مسلسل "الليل وآخره" الذي حصل من خلاله على جائزة أفضل ممثل وأيضا لن ننسي دوره لشخصية الخواجة عبد القادر في مسلسل حمل نفس الاسم وقدم خلاله شخصية عجوزٍ سكير لديه نزعةٌ انتحاريةٌ لكن تتحول حياته فيما بعد وأيضا نجاحه في الأداء الصوتي لسلسلة مسلسلات الكرتون "قصص الإنسان في القرآن" و" قصص الحيوان في القرآن" و"قصص الآيات في القرآن"وغيرها وغيرها من الشخصيات المهمة والتجارب الناجحة.

من فيلم الكيف الذي حقق به شهرة واسعة

لكن سنختم نجاحات النجم يحيي الفخراني بتجربة مهمة جدا قدمها في فيلم "مبروك وبلبل" مع المخرجة ساندرا نشأت حيث قدم شخصية صعبة ومركبة وتحتاج لممثل مبدع وهي شخصية (مبروك) الذي يعاني من تأخر عقلي ومقيم مع شقيقته فتحية في القرية، وجارته منذ الصغر (بلبل) والتي تضيق بها السبل بعد وفاة والدتها وزواج والدها من أخرى، لتضطر للسفر للقاهرة والعمل كعاهرة، لتجمعها الصدفة بمبروك مرة أخرى وتنشأ بينهما قصة حب من نوع خاص.