فى اليوم العالمى للغجر: الغجر فى السينما العالمية «حماده» والمصرية «حماده» تانى خالص

حددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى عام 1992 يوم 8 أبريل يوما عالميا للغجر، وذلك للتذكير بمعاناة الغجر حول العالم، وما يواجهونه من تمييز واضطهاد، إلى جانب التعريف بثقافتهم والاحتفاء بها، وكان للسينما العالمية والمصرية أيضا تناول مختلف للغجر وعالمهم وحياتهم المعتمدة على التنقل والترحال، وللغجر أسماء مختلفة باختلاف اللغات والأماكن التى يتواجدون فيها وتناولت السينما العالمية الغجر بشكل وطريقة تختلف تمام عن الطريقة التى تناولتها بها السينما العربية، ونستعين هنا بإفيه أحمد حلمى فى فيلم "بلبل حيران" لنقول مثله: الغجر فى السينما العالمية "حماده" وفى السينما العربية "حماده" تانى خالص. 

• الغجر فى السينما العالمية 

السينما العالمية قدمت أفلام كثيرة عن الغجر وحياتهم ومن أشهرها فيلم "الغجر" يصعدون إلى السماء "للكاتب العالمى مكسيم جورجى وإخراج اميل لوتيانو، والفيلم يتناول طقوس الغجر فى الحب والحياة، وتشبثهم بقيم الحرية خلال فترة عصيبة تعود إلى نهايات القرن قبل الماضى.

وفى عام 1967 قد لنا الفنان اليوغسلافى أليكساندر بيتروفيتش فيلمه I Even Met Happy Gypsies الذى ألفه وأخرجه بنفسه وتناول من خلاله حياة سكان قرية غجرية قريبة من العاصمة اليوغوسلافية بلجراد، تتمحور حياتهم الاقتصادية على شراء وبيع ريش الوز. بطل القصة الغجرى بورا، تاجر لريش الوز، يقضى معظم وقته فى التجول وشرب الخمر ومعاشرة النساء، وهو متزوج من امرأة تكبره، وتمتثل له بطريقة غريبة.

وفى عام 1980 جاء فيلم Who's Singin' Over There?  أو من يغنى هناك؟ للمخرج الصربى سلوبدان سيجان ليكشف لنا عن جوانب أخرى فى حياة الغجر، حيث يعرض لنا المخرج بشاعرية شديدة نماذج اجتماعية فى رحلة حافلة ركاب، ما بين محطة ريفية والعاصمة "بلجراد" عشية الحرب العالمية الثانية ليقدم لنا لمسات إنسانية ممزوجة بالموسيقى الغجرية. 

قدم أيضا المخرج أمير كوستاريكا فيلم (قط أبيض.. قط أسود) عام 1996، وتناول فيه عزوف الشباب عن التقدم لخطبة ثلاث فتيات من الغجر؛ بسبب سلوك شقيقهن (زارى) الذى يعيش حالة من الضياع وتعاطى المخدرات.

قدم أيضا فيلم (أحدب نوتردام) للكاتب العالمى فيكتور هيجو، ومع أول عرض له عام 1956 العلاقة الإنسانية بين الغجرية (ازميرالدا) والفتى المشوه (كوازيمودومو) عندما تحنو عليه، وتتجرأ لفك وثاقه بعد ضربه وتقييده جراء مخالفته التعليمات فى عيد المهرجين، والذى يخرج به الغجر عادة من مخابئهم ليقدموا استعراضاتهم وألعابهم السحرية.

• الغجر فى السينما المصرية 

من معتقدات الغجر أن الإنسان خلق من أصول ثلاثة، وأن أجداد البشرية ثلاثة رجال أحدهم أسود وهو جد الأفارقة، والآخر أبيض وهو جد الأوروبيين وأمثالهم من البيض، والأخير هو جد الغجر، وأن هذا الجد يسمى (كين)، وقد قتل شقيقه، وعوقب من الله بأن جعله هائما فى الأرض هو وذريته من بعده، وهناك رواية أخرى تقول إن سبب الشتات فى الأرض والتنقل هو أن الجد الغجرى قد أسرف فى الخمر وثمل، ولم يستطع الدفاع عن المسيح، ورواية أخرى تقول إن الجد الغجرى قد صنع المسمار فى الصليب الذى أراد أعداء المسيح صلبه عليه. كل هذا الأشياء تعطى الانطباع بأن الغجر دائما يقفون فى صف مناقض للمسيحيين، وقد تبدو هذه المواقف أحد مبررات الكراهية ضد الغجر من قِبَل الأوروبيين وفى السينما هناك الكثير من الأفلام التى تناولت حياة الغجر ولكن البداية كانت عام 1927 وفيلم (سعاد الغجرية) وهو بالمناسبة فيلم صامت للمخرج جاك شولتز، وتمثيل كل من فردوس حسن وعبد العزيز خليل وأمينة رزق، ويحكى قصة سعاد التى يخطفها الغجر فى آسيا الصغرى، ويتم إحضارها لمصر وتتربى فى قبيلتهم وتلتحق معهم فى سيرك جوال، ثم تصبح بعد ذلك مطمعا للرجال، أحدهم فنان تشكيلى غايته أن يرسمها فى واحدة من لوحاته، والاّخر عمدة يطمح للارتباط بها.

وفى عام 1945 جاء فيلم (مدينة الغجر) للمخرج محمد عبد الجواد وبطولة أنور وجدى وفاطمة رشدى وزوزو نبيل، ويحكى قصة شاب يعطف على الفقراء، وتعترض خطيبته على هذا السلوك، وتقوده الأحداث للتعرف على فتاة غجرية يجدها الأقرب لمشاعره وافكاره و يقرر الارتباط بها.

كما قدم نيازى مصطفى عام 1951 فيلم (وهيبة ملكة الغجر) بطولة كوكا و عبد العزيز محمود ومحور العمل يدور حول خطف الغجر لطفلة انتقاما من والدها الذى طردهم من أرضه التى يقيمون بها، ويذهب ابن صاحب الأرض للبحث عن المخطوفة، ويعيش قصة حب مع فتاة غجرية تساهم بمساعدته فى البحث عنها.

وقدم لنا المخرج السيد زيادة عام 1960 فيلم "الغجرية" لهدى سلطان، وتناول خلاله قصة طفلة يتم اختطافها من قِبَل الغجر، وتتربى معهم، وتتعلم أسلوب التحايل والسرقة وضرب الودع.

يعد فيلم "تمر حنة" من أكثر الأفلام شهرة لحياة الغجر خاصة أن الغجر يعرف عنهم إتقان الرقص والموسيقى، ويشتهرون بتقديم الموسيقى فى المنتزهات وفى ألعاب السيرك، كما يملك الغجر إرثا فنيا متأثرا بموسيقى الشعوب التى جاوروها، وجسدت فى هذا الفيلم نعيمة عاكف دور الغجرية تمر حنة، التى تحافظ على الشرف والمبادئ وتقاوم الرغبة بالارتباط مع شاب من طبقة ثرية وتختار الغجرى ابن الطبقة التى تنتمى إليها.

شخصية (شفيقة الغجرية) كانت من أصعب الأدوار التى أدتها الفنانة سعاد حسنى بفيلم (شفيقة و متولى) مع الفنان أحمد زكى، وعبرت من خلالها عن القهر الذى تعانيه المرأة فى مجتمعات تسودها الطبقية والاستبداد.

قدمت أيضا الفنانة فيفى عبده والنجم محيى إسماعيل فيلم عام 1996 بعنوان "الغجر"، وتناول ذلك قبائل الغجر التى يتزعمها الضبع، ويعيش أفرادها على أطراف المدينة، وتقوم بأنشطة غير قانونية كالسرقة والخطف، والتى تنتمى إليها بدارة التى تحاول الانسلاخ عن قبيلتها، خاصة مع محاولة أهلها لتزويجها من ابن عمها رياض مسعد، وفى ذات الوقت تدور وقائع صراع للقوى على زعامة القبيلة بين قدورة والضبع.

المخرج العالمى يوسف شاهين لم يترك حياة الغجر وتناولها فى فيلمهم الشهير "المصير" عن حياة الغجر بالأندلس بالقرن الثانى عشر، ويحمل هذا الفيلم مشهد من أهم مشاهد السينما المصرية فى تقديم رقصة الغجرية مانويلا (ليلى علوى) على أنغام صوت محمد منير (على صوتك بالغنا)، وأتقنت بلباسها الغجرى الزاهى أصول الرقص على الطريقة التى تميز بها الغجر كتعبير عن الانطلاق والسعى للحرية.