كثيرا ما تحمل بدايات النجوم بعض المواقف التى لا تُنسى، منها ما هو حزين أو طريف، ولكنها تبقى دائما فى ذاكرة النجم لا ينساها طوال حياته.
ومن بين المواقف الطريفة التى واجهتها الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين فى بداياتها ما حكته فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1955، فى مقال كتبته ونُشر بالمجلة تحت عنوان "فارسة على ظهر جاموسة".
وخلال المقال شرحت مريم فخر الدين بعض المواقف والمفارقات التى حدثت لها فى بداية مشوارها الفنى، منها ما حدث أثناء تصوير فيلم "الأرض الطيبة"، والذى كانت تجسد فيه دور قروية تعيش فى بيت ريفى فقير مع أهلها، ومع عدد من المواشى التى تربيها الأسرة مثل الماعز والبقر والجاموس الذى يملأ البيت.
وأوضحت الفنانة الكبيرة أنها كان يجب أن تتعامل وتتآلف مع هذه الحيوانات حتى تتقن دورها فى الفيلم الذى كان يخرجه زوجها فى ذلك الوقت المخرج محمود ذو الفقار، وأراد أن يكون الدور واقعيا، فطلب منها أن تعتلى ظهر الجاموسة كما تفعل القرويات.
وأكدت الفنانة الرقيقة التى اشتهرت بدور الأميرة إنجى فى فيلم "رد قلبى" أنها كانت تخاف من الجاموسة خوفًا شديدًا، وحاولت إقناع زوجها المخرج بتغيير هذا المشهد، فرد قائلا: "أنا عاوز أعلمك الجرأة، انتى اتعلمتى ركوب الخيل وبقيتى فارسة أنا عاوزك تبقى فارسة على ظهر الجاموسة".
وقالت مريم فخر الدين، إنهم استعانوا بأحد الفلاحين لمساعدتها فى الركوب على ظهر الجاموسة، ولكن ما كادت الفنانة الرقيقة تركب على ظهرها حتى أوقعتها على الأرض، ورغم ذلك لم يتراجع المخرج عن رأيه، وصمم على إتمام المشهد الذى تكرر عدة مرات، وفى كل مرة تقذف الجاموسة بمريم فخر الدين على الأرض.
وبعد يوم كامل من المحاولات والسقوط استطاعت مريم فخر الدين أن تتقن الجلوس على ظهر الجاموسة واستطاع زوجها المخرج محمود ذو الفقار أن يصور المشهد، وبعدها ضحك وقال لها: "الواحد دلوقت مايخافش عليكى بقيتى فارسة على ظهر الجاموسة ولا أجدع فلاحة".