للمسرح طبيعة خاصة تميزه عن باقى الفنون، وهى تفاعله المباشر مع جمهوره، والتى تعد من أهم أركان العرض المسرحى، ولكن بسبب أزمة كورونا التى نعيشها فى كل أنحاء العالم، توقف المسرح مثله مثل أى نشاط يحتاج إلى تجمعات، فهل بذلك التوقف سيموت المسرح إكلينيكا ويصبح جسدا بلا روح، هذا ما سنعرفه من المسرحيين العرب والمصريين.
يقول المهندس محمد سيف الأفخم، رئيس الهيئة الدولية للمسرح بالفجيرة، الإمارات العربية المتحدة، المسرح هو الأساس لكل الفنون الأدائية ومانراه اليوم من تطور للدراما والأفلام هو نتاج تأسيس مسرحى قوى، ولن يموت المسرح أبداً بل سيستمر فى كافة الظروف، حيث ان هناك الكثير من الفنانين قاموا بتقديم مشاهد تمثيلية وغنائية عبر وسائل التواصل الإجتماعى، فمن أهم أدوار المسرح أن ندخل البهجة والسرور للجميع ونبث رسائل الأمل للعالم، وقد قمنا نحن فى الهيئة الدولية للمسرح بنشر كلمة يوم المسرح العالمى بكل لغات العالم، وأستطاع كل فنانى المسرح فى العالم أن تصل له وهو فى مكانه، فالمسرح هو أن نبقى معا.
أما الفنان أشرف عبد الباقى يقول، برغم كل الظروف التى نمر بها ولكننى أشعر بالتفاؤل، ولن يستطع أحد الحكم على المسرح إذا كان سيعيش أو يموت، فنحن لا نعرف مالذى سيحدث غدا، ولا حتى نستطيع التنبؤ بحدوثه، فنحن الآن نمر بظروف لأول مرة، وهى بالتأكيد ظروف استثنائية، ولا نعرف متى ستنتهى، ولكن أمامنا خيار من الاثنين إما أن نتشاؤم ونتنبأ بموت المسرح وموت كل شىء، إما أن نتفاءل ونؤمن جيدا أن كل شيء بيد الله، وفى الحالتين نحن نؤثر على أنفسنا فقط، ونتيقن أن المسرح سيعود مثله مثل باقى الأنشطة التى أغلقت بسبب التجمعات مثل دور السينما وكذلك الكافيهات والمطاعم وغيرهم.
ويقول المسرحى اللبنانى عبيدو باشا، جاء وباء كورونا الان، ذلك الكائن الضئيل، وقرر التدخل فى حياة البشر، ماسكا المسرح من ياقته، وليس المسرح فقط بل كل أشكال التعبير، وبات الموقف ينذر بعواقب غير محمودة، من قبل كورونا والمسرح خال من رواده وليس بسبب الوباء بل بسبب المسرحيين الذين أرغموا أنفسهم على متابعة عبر التترات لا عبر التيارات الجديدة، فالوباء فرصة لأمسيات من التأمل ومغادرة الزمن الماضى للمسرح إلى الزمن الجديد للمسرحين، فلم يستطع المسرحين إعلان وقفة أو استراحة فجاء الوباء وخدمهم بهذه الرعشة العظيمة، لم يتبخر المسرح نظرا للحال فقد مر عليه الكثير من الأوبئة والحروب واستفاد منها، فالوباء نقر بالمناقير على ما يسمونه أزمة المسرح، فالوباء فرصة للخروج من السكون لتجديد الحياة، لأن الحياة لا تموت والمسرح حياة المسرحيين.
أما المخرج والمؤرخ المسرحى دكتور عمرو دوارة يرى أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن ما لا يدرك كله لا يترك كله، فنحن الآن فى ظروف خاصة تخص الحياة بشكل عام وهى بمثابة حرب عالمية ثالثة، وللحفاظ على الأرواح لابد من توقف التجمعات وبالتالى توقف المسرح فالجمهور هو أهم سمات المسرح وهو الضلع الثالث له، فالمسرح هو كائن حى متحرك يتغير من ليلة لأخرى بسبب اختلاف الإحساس والتقنيات ونوعية الجمهور أيضا، ولكن يبقى المسرح آخر قلعة للديمقراطية والحرية، لذا نحن الآن نحاول أن نحفظ الذاكرة ببعض العروض المميزة، كما ان الوباء فرصة للفنانين لثقل مواهبهم، المسرح قادر على الاستمرار خلال ٢٦ قرنا مر خلالها بأزمات كثيرة ولكنه استطاع أن يستمر رغم وجود التقنيات الحديثة ودخول التكنولوجيا وسر استمراره هى العلاقة الحميمة مع الجمهور والتى لا تعوضها أى فن آخر.