يحل فصل الربيع على دول العالم بطقسه الرائع المستقر مع نهايات فصل الشتاء وطقسه البارد وأمطاره وأعاصيره، وفى اليابان تشكلت لوحة فنية رائعة من جمال الطبيعة مع مشاهد تفتح زهور الساكورا مع بدايات فصل الربيع، حيث تحتفل الدولة الآسيوية بهذا الطقس الهادئ مناخيًا بمشاهد خلابة تزين فيها الزهور الجميلة الشوارع وضفاف الأنهار.
لكن يأتى الربيع هذا العام فى ظل تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، التى راح ضحيتها مئات آلاف الأشخاص حول العالم، وكان لليابان نصيب من حصيلة الضحايا هذه بما يقارب 10 آلاف مصاب، وما يتجاوز 190 متوفى، الأمر الذى فرض حالة إغلاق وعزل منزلى لملايين الأشخاص حول العالم، كإجراء وقائى للحد من نمو الفيروس التاجى.
وفى ظل إجراءات العزل الذاتى المفروضة فى أغلب دول العالم، والتى تفرض على الناس عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، ولشراء المستلزمات الأساسية للمعيشة خلال هذه الأزمة العالمية، يبدو أن اليابانيين لن يتمكنوا من الاستمتاع بهذه المناظر الطبيعية الخلابة كعادتهم كل عام، والتى تظهر فى مجموعة صور نشرها موقع "اليابان بالعربى"، عبر صفحته على "تويتر"، خاصة وأن اليابان، كانت أعلنت، الخميس، عن توسيع نطاق حالة الطوارئ بالبلاد، فى إطار جهود الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ومع هذه الإجراءات المشددة ضمن حالة الطوارئ للحد من انتشار الفيروس التاجى فى اليابان وغيرها من الدول، والتى يتزامن معها إغلاق الحدائق العامة والمتنزهات، فإن احتفالات الربيع هذا العام ستكون لها طقوس أخرى على غير العادة، فسيكون البقاء داخل المنزل، بديلًا للتنزه وسط الأشجار والزهور المتفتحة الجميلة فى الحدائق وعلى ضفاف الأنهار.
ويشار إلى أن صحيفة "إندبندنت" البريطانية، كانت قد قالت إن النظام الطبى فى اليابان يواجه كارثة مع رفض المستشفيات للمرضى، وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها، الأحد، أن المستشفيات فى اليابان يقوم بإبعاد المرضى بشكل متزايد فى ظل الصراع الذى تواجهه البلاد مع زيادة إصابات كورونا وانهيار نظام الطوارئ الطبية فيها.
وفى إحدى الحالات، تم رفض سيارة إسعاف تحمل رجلا يعانى من صعوبة شديدة فى التنفس وحمى من قبل 80 مستشفى، واضطر للبحث طوال ساعات عن مستشفى فى وسط مدينة طوكيو، والتى يمكن أن تعالجه. كما أن مريضا آخر كان يعانى من الحمى وصل أخيرا إلى مستشفى بعدما أجرى المسعفون محاولات اتصال غير ناجحة مع نحو 40 عيادة.
ومن جهته، قال الاتحاد اليابانى للطب الحاد والجمعية اليابانية للطوارئ، إن العديد من غرف الطوارئ بالمستشفيات ترفض معالجة المرضى، بمن فيهم من يعانون من السكتات الدماغية والأزمات القلبية والإصابات الخارجية.
وبدت اليابان فى البداية مسيطرة على تفشى وباء كورونا ملاحقة مجموعات العدوى فى أماكن محددة، وعادة ما كانت مساحات مغلقة مثل النوادى والصالات الرياضية وأماكن الاجتماعات. لكن انتشار الفيروس تجاوز هذا النهج، ومعظم الحالات الجديدة لا يمكن تتبعها.
وتقول إندبندنت إن تفشى وباء كورونا سلط الضوء على نقاط الضعف الكامنة فى الرعاية الطبية فى اليابان الذى طالما تم الإشادة به لنظامه التأمنيى ذى الجودة العالمية وتكاليفه المعقولة، وبصرف النظر عن عدم الرغبة العامة فى تبنى التباعد الاجتماعى، يلقى الخبراء باللوم على عدم كفاءة الحكومة والنقص الواسع فى معدات الحماية والمعدات التى يحتاجها العاملون الطبيون لأداء وظائفهم.
وتقول إندبندنت إن اليابان تفتقر إلى وجود أسرة كافية بالمستشفيات أو عاملين فى المجال الطبى أو المعدات. كما أن إجبار أى شخص يحمل فيروس كورونا للدخول إلى المستشفى، حتى من لديهم أعراض خفيفة، جعل المستشفيات مكتظة وتعانى نقص العمالة المطلوبة.