عبوات من الألوان الزاهية المتنوعة لفنان يستعد لرسم لوحته، هكذا تبدو الأحواض الواسعة التى يستخدمها الحرفيون العاملون فى دباغة الجلود، عندما ينظر إليها الشخص من مكان مرتفع وعلى بعد، ودباغة الجلود تُعد من أكثر الحرف التقليدية قدماً فى المملكة المغربية.
وتُعد مدابغ فاس إحدى المحطات التى يأخذ إليها المصور الاحترافى الروسى ديميترى أركيبوف، ضيوفه الذين يشاركون فى جولة التصوير الفوتوغرافى التى يقدمها فى المغرب، ويقول المصور، الذى يُقدم ورش التصوير الفوتوغرافى فى المملكة، إنه تشجّع على ترتيب جولة للتصوير فى المغرب بعد أن وقع فى حبّها لدى زيارته لها لأول مرة فى عام 2003.
ويرى المصور أنها "مثيرة للاهتمام، وفيها مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية، ومزيج من الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى تاريخ ثريّ.. وأنه هنا، سوف تجد نفسك فى قصة خيالية شرقية حقيقية"ـ وخلال التجول مع أركيبوف، يمكن اكتشاف مختلف المناطق فى المغرب، ومنها المدن الخلابة المطلة على المحيط الأطلسى، والكثبان الرملية المهيبة فى مدينة مرزوكة، والبيوت الزرقاء اللون فى مدينة شفشاون، إضافة إلى أسواق مراكش.
وأكّد المصور أن اللائحة لا تنتهى، لذلك، سوف تسنح لك الفرصة للتعرّف إلى أوجه المغرب المختلفة، من المدن المزدحمة والصاخبة، إلى طبيعتها الساحرة، وأشار أركيبوف إلى أن جولاته الفوتوغرافية تهدف إلى إظهار جمال البلدان، وقال المصور إن المغرب تحتضن مختلف الأشياء التى تستحق التباهى بها، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "CNN" الإخبارية.
ويمكن أيضاً التجول بين متاهات مدينة فاس التى تشتهر بحرفة تقليدية امتهنها بعض السكان منذ عدة قرون، وهى حرفة دباغة الجلود، وتُعد مدابغ فاس إحدى معالم المغرب المميزة، وفقاً لما قاله المصور، وفى حديثه عمّا شجعه على إضافة مدابغ فاس كإحدى وجهات جولته التصويرية، أشار أركيبوف إلى أن عملية دباغة الجلود التى سوف يشاهدها السائح هنا لم تتغير كثيراً منذ قرون.
وذكر المصور أن جمال المدابغ شجعه على ذلك أيضاً، وشبه المصور المكان بأنه يحاكى لوحة ألوان الرسم، وعند القراءة عن مدابغ فاس، يمكن ملاحظة تحدث العديد من الأشخاص عن الرائحة القوية والكريهة لها، وتنتج رائحة المدابغ من الأحواض المليئة بسائل أبيض اللون يستخدمه المحليون فى عملية الدباغة، فقال أركيبوف: "يتكون السائل من مزيج من بول الأبقار.. والجير الحى، والملح، والماء".
ورغم أن رائحة المكان "ليست لطيفة"، إلا أن المصور يؤكد أنه من الإمكان الإعتياد عليها بسرعة، كما أنه يتم تزويد الزوار بأغصان النعناع للتخفيف من الرائحة، إلا أن المصور يؤكد أن المرء سيتذكر رائحة المدابغ لفترة طويلة".