نحتفل اليوم 1 مايو بعيد العمال فى الوقت الذى توقفت فيه مصانع كثيرة عن العمل بسبب أزمة كورونا وعرف العالم كله أهمية العمال وقيتهم فى الإنتاج، والسينما المصرية تناولت حياة العمال ومشاكلهم وأزماتهم ولحظات الصراع والكفاح والانتصار لقضاياهم فى أكثر من فيلم مصرى.
يأتى فيلم "الأيدى الناعمة" للفنان أحمد مظهر المأخوذ عن مسرحية للكاتب الكبير توفيق الحكيم تحمل نفس الاسم الأشهر فى الأعمال التى أكدت على أهمية العمل من خلال قصة نزع أملاك أحد الأثرياء بعد ثورة يوليو 1952، ويفلس ولا يبقى له سوى قصره فيتعرف بشاب حاصل على درجة الدكتواره ولكنه عاطل، فيقترح على الأمير أن يستغل القصر بتأجيره مفروشًا، وللأمير ابنتان ينكر وجودهما لأن الابنة الكبرى قد تزوجت من مهندس بسيط والابنة الصغرى تبيع لوحاتها التى ترسمها ويتفق معهم الدكتور أن يؤجر زوج الابنة ـ الذى لم يره الأمير من قبل مع أخته الأرملة وأبيها ـ القصر وتزول قطيعته مع ابنتيه ويعمل مرشدًا سياحيًّا ويتزوج من الأرملة وأيضًا يتزوج الدكتور من الابنة الصغرى.
كما تناولت السينما المصرية قضايا ومشاكل العامل المصرى ورصدت دور العامل البسيط والفلاح المصرى من خلال عمله ودوره فى المجتمع، ومن الأفلام التى أبرزت دور المرأة العاملة فيلم "للرجال فقط " فقد برز دور المرأة وقدرتها على العمل حتى فى الوظائف المخصصة للرجال فقط والفيلم من بطولة سعاد حسنى ونادية لطفى وحسن يوسف ويوسف شعبان، سيناريو وحوار محمد أبو يوسف، وإخراج محمود ذو الفقار.
ومن الأفلام أيضا التى برزت دور المرأة فى العمل فيلم "مراتى مدير عام" الذى يتناول فكرة بث الحماسة فى نفوس العمال من أجل تقديم عمل أفضل وتجسيد الروح الطيبة التى يجب أن تسود بين أفراد العمل من المدير وحتى أصغر موظف، وبرعت الفنانة القديرة شادية فى تقديم شخصية المديرة وشاركها فى الفيلم صلاح ذو الفقار، وشفيق نور الدين، وتوفيق الدقن، والفيلم من تأليف عبد الحميد جودة السحار، وإخراج فطين عبد الوهاب.
كما تناول فيلم "أفواه وأرانب" دور المرأة المصرية فى العمل كفلاحة فى الأرض ومهارتها وإخلاصها فى العمل، والفيلم من سيناريو وحوار سمير عبد العظيم، وإخراج هنرى بركات، وبطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين وفريد شوقى.
وعلى اعتبار أن الفلاح المصرى هو أيضا عامل يخدم وطنه ودوره كبير جدا فى المجتمع قدم المخرج يوسف شاهين فيلم (الأرض) الذى ناقش من خلاله معاناة الفلاح المصرى وهو يتمسك بأرضه ويفديها بدمه، فهو من أهم أفلام السينما المصرية وبرع الفنان القدير الراحل محمود المليجى فى دور أبو سويلم وهو رمز الكفاح ليس لمصر فقط ولكنه حول العالم فالفلاح القوى الصلب الذى يقف دوما فى وجه السلطة الغاشمة وينحاز للقضية ويقود أهله للحق، مهما تم التنكيل كان خير دليل على أهمية العامل والفلاح فى المجتمع والفيلم كان مأخوذا عن رواية للكاتب عبد الرحمن الشرقاوى، وإخراج يوسف شاهين، وبطولة محمود المليجى وعزت العلايلى ونجوى إبراهيم.
وفى العصر الحالى قدم المخرج محمد خان منذ وقت قصير فيلمه (فتاة المصنع) العام الماضى، والفيلم يرصد فى أحد محاوره قضايا ومشكلات عاملات مصانع الملابس والأقمشة والفيلم قامت ببطولته ياسمين رئيس وسلوى خطاب وسلوى محمد على وهانى عادل.
أيضا هناك فيلم (أبو كرتونة) للفنان الكبير محمود عبد العزيز الذى تناول مشاكل عمال المصنع وكواليس الفساد فى الشركات من خلال قصة رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات الذى يريد أن يتملّق العمال، فيقرر تعيين أحدهم وهو عامل المخازن «أبو كرتونة» محمود عبد العزيز واثقًا من أنه لن يفهم ما يدور حوله ليتمكن من سرقة المصنع والمخازن بمساعدة حسين الشربينى فيتفشى الفساد فى الشركة ويكتشف العمال هذا الفساد ويتصدون له، ويقوم مهران وزكى برشوة المسئولين عن المعمل، ليعلنوا أن منتجات الشركة من الألبان فاسدة، يتملق مهران العمال فيدخل أحدهم ويدعى أبو كرتونة عضو مجلس الإدارة ليدرك حقيقة الموقف ويتكتل مع العمال لتوزيع البضاعة الراكدة بعد سرقتها من المخازن حتى يمكن إنقاذ الشركة من الإفلاس لتتم مكافأتهم لموقفهم البطولى رغم تهمة السرقة الموجهة لكل منهم.
ويأتى أيضا فيلم "باب الحديد" الذى يتناول جانبا من حياة العمال فى القطارات وبائعى الجرائد من خلال "قناوى" بائع الجرائد غير المتزن عقليا والمثار جنسيا من جانب "هنومة" (هند رستم) التى تشفق عليه لكنها تنوى الزواج بآخر، وعندما تبدأ هنومة فى الاستعداد للزواج، يقرر قتلها لكنه يقتل فتاة أخرى عن طريق الخطأ ويحاول إلصاق التهمة بخطيب هنومة "أبو سريع" (فريد شوقى)، وفى النهاية يتم الإبلاغ عن قناوى كمريض نفسى ويتم الإيقاع به عن طريق "عم مدبولى" (حسن البارودى) الذى كان كأب له.