أدرك أن النجومية ليست مجرد لقب يمنحه الفنان لنفسه، أو مُسمى ينادى الجمهور به ممثله المفضل، ولكنها نتاج مشوار طويل من الأدوار التي تعشش فى ذهن المشاهد وتدخل قلبه وتعيش فى وجدانه، لذلك أًصبح ياسر جلال هو الفنان الذى يستحق لقب نجم، ياسر يقدم هذا العام وخلال موسم دراما رمضان الحالي رابع بطولاته المطلقة في عالم الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل "الفتوة"، والذى يستعرض من خلاله الحارة المصرية قديما وماتحويه من فئات مختلفة، عن هذا المسلسل وكيفية تحضيره، والصعوبات التي واجهته أثناء تصويره ومشاريعه المستقبلية، وسر اختفائه التام عن مختلف وسائل السوشيال ميديا وقلة ظهوره الإعلامى، أجرينا معه هذا الحوار:
فى البداية كيف جاءت فكرة تقديمك لشخصية "الفتوة" في مسلسل، هل نابعة من اختياراتك أم من باقى صناع العمل؟
أولا الحمد لله على نعمة نجاح الحلقات الأولى من المسلسل، والتي جاءت نتيجة مجهود جماعى ضخم من قبل كل صناع العمل من شركة إنتاج وهى سينرجى، وكذلك المؤلف هانى سرحان، والمخرج حسين المنباوى، وكل الممثلين والأساتذة المتواجدين في المسلسل.. بداية فكرة "الفتوة" جاءت بعد انتهاء الموسم الرمضانى الماضى، فبعد نجاح مسلسل "لمس أكتاف"، كنت حريصا على تغيير جلدى تماما، خاصة أن النجاح أتى لى منذ أولى بطولاتى في "ظل الرئيس" بشكل مفاجئ، ولم أكن أقصده، فدائما أعمل في صمت وأترك الحكم للناس، لكن عندما أتى التواجد والنجاح بهذا الشكل، والفضل فيه يعود للجمهور، أصبح الحفاظ عليه مسئولية كبيرة أحملها على عاتقى.
المهم هاتفت صديقى المؤلف هانى سرحان، والذى قدمت معه العام الماضى "لمس أكتاف"، فأخبرنى، أنه لديه عدة أفكار، منها "الفتوة"، وكان قد انتهى من المعالجة الدرامية للعمل، عجبتنى فكرة تقديم العمل، فذهبنا به لشركة سينرجى، للأستاذ تامر مرسى رئيس الشركة المتحدة، وللأستاذ حسام شوقى مدير عام شركة سينرجى، نتشاور معاهم عن مدى موافقتهم على تقديم عمل مثل "الفتوة"، خاصة أنه يتطلب ميزانية كبيرة لأن الأعمال التاريخية تتطلب مجهودا مضاعفا من ديكورات وملابس وأشياء أخرى، المهم فوجئت بترحاب شديد من الأستاذ حسام شوقى بتقديم المسلسل وذهبنا لمدينة الإنتاج الإعلامى، ليستعرض لنا المكان الذى سنبنى فيه ديكورات المسلسل، وبالفعل بدأ المهندس أحمد عباس بالاتفاق مع المخرج حسين المنباوى في بناء ديكورات العمل التي ظهرت بشكل مبهر للغاية، وبالفعل صورنا في هذا الديكور، بالإضافة لبعض المناطق الأثرية التي تتماشى مع أحداث المسلسل منها بيت السحيمى.
عند تقديمك لشخصية "الفتوة" ألم تخش من الوقوع في فخ المقارنة مع فريد شوقى ونور الشريف ومحمود ياسين وعادل أدهم.. خاصة أن كل هؤلاء نجحوا فى تقديم دور الفتوة؟
أى مقارنة ستكون في صالح جيل هؤلاء الأساتذة فمهما عملت مش هكون زى نور الشريف ولا فريد شوقى ولا محمود ياسين ولا عادل أدهم، دول أساطير الشغلانة، لكن مسألة تقديم شخصية "الفتوة" الموضوع كان مريح بالنسبة لى، خاصة أننى وجدته مختلف عن أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وبالفعل استعديت لأبعاد الشخصية سواء من الجانب الاجتماعى أو حتى النفسى، وأشتغلت على نفسى عشان أقدر أقدم الشخصية بشكل مختلف وبروح جديدة خاصة بياسر، وما حمسنى أيضا إن الموضوع مختلف والحدوتة بها تفاصيل مختلفة عن الزمن اللى شهد ظهور الفتوات.
"الفتوة" دراما بها شق تاريخى وآخر فنى، لكن في النهاية من المؤكد أن هناك رسالة ترغب في إرسالها للجمهور من خلاله ما هى؟
أنا من الجيل الذى تربى على الأفلام القديمة، شفت زمن الفتوات في السينما قديما، لكن الأجيال الجديدة التي تربت على الإنترنت والسوشيال ميديا، وانشغلت بالأفلام الأجنبية، ينقصها كثير من المعرفة عن زمن الفتوات والحارة المصرية قديما، فالأجيال الجديدة لم تشاهد أفلام زمن الفتوات، وماتعرفش عنها حاجة، لذلك حرصت أنا وباقى صناع العمل أن نرسل كبسولة فنية للأجيال الجديدة من خلال المسلسل، وأن نعرفهم على الحارة المصرية، وكيف كانت، وفى نفس الوقت ننقل لهم العادات الجميلة التي تربينا عليها، مثل حقوق الجيرة، وفى النهاية المسلسل مصرى خالص، لأنه بيتكلم عننا.
تتطلب المسلسلات التاريخية مجهودا مضاعفا للأعمال الاجتماعية، فكيف كانت كواليس العمل في "الفتوة"، وما أصعب المشاهد التي واجهتك؟
مسلسلاتى السابقة التي قدمتها بدءا من "ظل الرئيس"و"رحيم"و"لمس أكتاف"، جميعها كانت تتطلب جهدا كبيرا، خاصة أنها قائمة على الأكشن والحركة، لكن هنا فى مسلسل "الفتوة" المجهود زاد شوية، خاصة أن العمل يتضمن مشاهد أكشن كثيرة ومعظمها قائمة على النبوت، وهذا أمر صعب، وفى نفس الوقت الملابس المفروضة عليك وفقا للمرحلة التاريخية سواء الجلباب أو العمة، أما فيما يتعلق بأصعب المشاهد التي قابلتنى بصراحة هناك مشاهد كثيرة صعبة سواء كانت أكشن أم خاصة بالدراما، وأتمنى أن تلاقى باقى الحلقات نفس نجاح الأولى.
على أى أساس يختار ياسر جلال السيناريو الذى يقدمه للجمهور، وما الذى يدور في ذهنك عند الإقبال على عمل جديد؟
في البداية أبحث عن الدور الذى أحبه وأجد نفسى فيه، لكن بيكون في اعتبارى الناس والجمهور أيضا، وبسأل نفسى، هل الذى أقدمه سيلمس الجمهور أم لا؟، فتكون دائما عينى على المشاهد، لأنه الأهم.
ياسر جلال لا يملك أى حسابات على السوشيال ميديا ولا يجيد التعامل معها، فمن أى وسيلة تتحسس ردود فعل الجمهور عن العمل الذى تقدمه؟
أتلقى ردود الفعل من أصدقائى الذين أثق في آرائهم سواء داخل الوسط الفني والإعلامى أم خارجه، وكذلك النقاد الذين أثق في آرائهم، وأيضا من خلال الذين أقابلهم في الشارع، فعندما أجدهم متفاعلين مع الشخصية التي أقدمها ويحكون لى عن مشاهد قدمتها ومواقف بالمسلسل، هنا أفهم أن العمل بالفعل ترك أثر في الجمهور وتفاعل معه، أيضا أتلقى المكالمات الهاتفية من المقربين منى، كل ده جميل، لكن في النهاية دائما يكون ضميرى هو الترمومتر بتاعى، لو أنا عامل حاجة جيدة والعكس صحيح.
استكمالا للسوشيال ميديا، لماذا يختفى ياسر جلال دائما ولا يتحدث عن نفسه أو أعماله خاصة في ظل عرضها، وهو عكس ما يفعله النجوم دائما للترويج بشكل أكبر لأعمالهم، وأيضا تسليط الضوء على نجاحهم؟
أنا بطبيعتى رجل خجول ومش بحب الظهور "عمال على بطال"، فلما العمل يتعرض أصبح خلالص مابقاش ملكى، وأصبح ملك الجمهور والنقاد، هنا يكون دورى أنتهى بمجرد إنتهاء تصوير أخر مشهد وبدء عرض العمل، وأنا بشكل شخصى ما أقدرش أتكلم عن نفسى أو عن شغلى، فأنا لا أملك التقييم لنفسى، ولكن أتركه للجمهور والنقاد، لكن في النهاية رأى الناس أهم.
الفنانة الشابة مى عمر تقدم شخصية "ليل" بالمسلسل وهى التى تقدم البطولة النسائية أمامك، ففى مثل هذه الحالات تختار الممثلة التي تقف أمامك، خاصة عندما تجمعك بها قصة حب؟
اختيار طاقم الممثلين بالكامل هو مهمة المخرج ولا أتدخل فيه، لكن في مثل هذه الحالات أحيانا أرشح، ويكون رأيى استشاريا فقط، خاصة أننى تربيت مع والدى جلال توفيق الذى كان مخرجا، وأعرف جيدا كيف يكون المخرج هو المسئول الأول عن كل هذه الأمور، وهو الذى يدير العمل الفني بأكمله، فوظيفتى ممثل فقط.
بعد 4 بطولات مطلقة ناجحة في عالم الدراما التليفزيوينة.. ألم يأخذك الحنين للسينما خاصة أن لك محطات مهمة فيها آخرها على سبيل المثال فيلما "الفرح"و"شد أجزاء"؟
بعد النجاح الكبير الذى حققه مسلسل "ظل الرئيس" قبل 3 سنوات، عُرض عليا مشاريع سينمائية كثيرة، وبصراحة أعتذرت عنها، لأنى حبيت التركيز في الدراما التليفزيونية فترة، خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققه "ظل الرئيس"، لأن نجاحه بالفعل فاجأنى، فكان لزاما عليا أن أعزز هذا النجاح، وأن تكون ثانى بطولاتى المطلقة قادرة على تحقيق نفس النجاح بل وتفوقه، والحمد لله حصل، وفى السينما بالتحديد عايز أعمل حاجة تنجح نجاح كبير، مش مجرد أعمل فيلم للتواجد، وفى النهاية كى أقدم عملا سينمائيا لابد أن تتوافر فيه كل عوامل النجاح، وإن شاء الله قريبا سأتواجد فيها.
هل ستكرر التعاون في موسم دراما رمضان المقبل مع نفس فريق عمل "لمس أكتاف"و"الفتوة"، وهما السيناريست هانى سرحان، والمخرج حسين المنباوى، خاصة بعد الكيمياء التي جمعتكم في العملين؟، ولمن توجه الشكر على ظهور "الفتوة" بهذا الشكل؟
على حسب ما يكتبه القدر والنصيب، خاصة أنه حتى الآن ليس أمامنا عمل يجمعنا، وهذا سيتحدد خلال الفترة المقبلة، وهنا في "الفتوة" أوجه الشكر لشركة الإنتاج وهى سينرجى التي وفرت كل الإمكانيات المتاحة وغير المتاحة، كى يظهر العمل في أفضل شكل، وأقدم الشكر للمؤلف هانى سرحان، والمخرج حسين المنباوى، ولكل عنصر في المسلسل من تمثيل وإنتاج وديكور.