المصور عمر إيهاب
عمر إيهاب مصور فوتوغرافيا تأثر كثيرًا بما رآه من محاربين يعملون في صمت كما وصفهم، أطباء وممرضين ومسعفين، لم يتخاذل أحد منهم عن مهمته رغم البيئة الخطرة التي يعمل فيها، يقول عمر:إحساس غريب وحزين انتابنى حين رأيت تلك الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، طاقم طبي متكامل الأفراد يشعرون بالألم فترات طويلة اثناء ارتدائهم للكمامة ولكن لم تسمع لهم صوتًا يعملوا في صمت".
الصور دفعته للتفكير فى محاولة للتعبير عنهم وأن يكون صوتهم الذى يذكر الناس بدورهم، وقال لـ"اليوم السابع": لأن سلاحى هو الكاميرا كان واجبا علىّ دعمهم فقررت أن أقوم بعمل فنى أحاول من خلاله تجسيد معاناتهم، وأن يصل هذا العمل إلى جميع فئات الشعب المصرى والعربي والعالم أجمع، فهم أناس يضحون بأعمارهم وحياتهم كى نعيش نحن، يعملون في بيئة خطرة مميتة وسط نقص لكافة الإمكانيات مع استنزاف للمعدات الطبية المتاحة، في أجواء هلع وفزع من وباء منتشر يحاول القضاء على البشرية.
جلسة تصوير
كان أول ما خطر ببال عُمر هو أن يرصد بعدسته ما يحدث داخل المستشفيات وما يفعله الأطباء والممرضين والمسعفين يوميًا على أرض الواقع، ولكن فى خضم الأحداث الجارية وارتفاع وتيرة الإصابات لم يكن هذا ممكنًا فقرر الاستعانة بممثلين يجرون محاكاة للدور الذى يقوم به الفريق الطبى.
جلسة تصوير
وعن الاستعداد وتحضير فريق العمل قال عُمر: تحدثت مع فريق العمل الذى بلغ عدد 25 فردًا، ووجدت ترحابا كاملا بالفكرة لدرجة أنهم رفضوا تقاضي أية أجور عن عملهم، بعدها استأجرت استوديو، واستعنت بالمهندس إيهاب راشد لإنشاء ديكور لهيكل مستشفى، وكان كما تخيلت تمامًا وكأنها مستشفى حقيقية، بعدها جاء يوم التصوير استعنت بالميكب آرتيست آية مصطفى التى قامت بعمل مكياج للممثلين لرسم آثار التهابات بالوجه وتحت العينين وخلف الأذن وعلى الخدين وحول الفم فضلاً عن ملامح الإرهاق والتعب لمحاكاة حال الأطباء والممرضين.
جلسة تصوير
ولكى تكتمل الصورة استعان "إيهاب" بمؤثرات صوتية يعيش بداخلها الممثلين كى تخرج الصورة متكاملة، وقال: قمنا بتشغيل موسيقى تصويرية حزينة للغاية فتأثر الجميع داخل الاستويو أثناء التصوير لدرجة أن هناك من بكت أعينهم من المشهد الذى يحاكى الواقع لأناس استنزفت طاقتهم كليًا، بالإضافة إلى تعرض حياتهم وأسرهم للخطر .
وأوضح: اخترنا أن تكون الإضاءة مائلة للون الأخضر ليعبر عن اللون السام أو لون الفيروس، وهذا يؤكد مدى البيئة السامة التي يعيشون بداخلها لإنقاذ حياة غيرهم، وللتصدى لهذا الفيروس المميت.
جلسة تصوير
وأضاف: هدفى من هذا العمل أن يشعر كافة البشر بما تقوم به هذه الفئة المجاهدة والصابرة من العمل الشاق في صمت ودون مقابل وبمنتهى الأمانة، ولا تريد التخلي عن موقعها أو التخاذل منه، أنهم أناس في حرب حقيقية تستزف طاقتهم.
وعن ردود الفعل على صور الجلسة قال: فاجأتنى ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تأثروا كثيرًا بها، وفوجئت كذلك باتصال عدد من الأطباء وشكرونى على التعبير عنهم.
جلسة تصوير