مع انتشار أجور نجوم ونجمات دراما رمضان مؤخراً يتحدث الجميع عن تلك الأجور ما بين مندهش من حصول شخص وحده على مبلغ بحجم 45 مليون جنيه مثل الزعيم عادل إمام مهما كانت نجوميته وبين آخرين يرون أن تلك الأرقام صارت طبيعية بعدما انخفضت قيمة الجنيه بشكل كبير أمام الدولار خلال الفترة الأخيرة حتى أصبح الدولار بـ18 جنيها.
عادل إمام
"عين" بدورها حاولت معرفة ما إن كان حصول هيفاء وهبى على 36 مليونا ويسرا على 20 مليونا بجانب يوسف الشريف الذى يحصل على 16 مليونا أمراً طبيعى أم لا من خلال الرجوع إلى الماضى، وتحديداً الفترة من 1927 عام انطلاق السينما المصرية وحتى عشرين عاماً إلى عام 1947 لنجد أنه ومع انتشار الأفلام بشكل كبير حدد المنتجون وقتها أجر الممثل الأول ما بين 1800 جنيه إلى 12000 كحد أقصى، بينما الممثلة الثانية فلا تحصل أقل من 2000 جنيه بينما أعلى أجر لها 4000 جنيه.
محمد عبد الوهاب بدوره تمكن من كسر هذا الرقم، وذلك حينما وصل أجره لـ20 ألف جنيه كاملة ولكن بشرط غناءه بالأفلام بجانب تلحينه للأغاني، عبد الوهاب لم يكسر وحده هذا الرقم لأن ليلى مراد هى الأخرى تمكنت من الوصول لرقم كبير وقتها تمثل فى 14 ألف جنيه وذلك لأن المطربين أجورهم تجاوزت الممثلين لغنائهم بجانب التمثيل.
محمد عبد الوهاب
خلال تلك الفترة قيمة الجنيه المصرى كانت تعادل أكثر من 12 دولارا وبالتالى فمبلغ 20 ألفا كان يوازى ربع مليون دولار، ولذا لم يكن غريباً أن العمارة وقتها فى وسط البلد أكثر الأماكن رقياً كانت بـ 100 جنيه! أى أن الممثل كان بإمكانه أن يشترى وقتها أكثر من عشر عمارات بكل سهولة.
ومع مرور الوقت ومع انخفاض قيمة الجنيه بعد انتهاء الحكم الملكى وقيام ثورة يوليو بداية الخمسينات ارتفعت الأجور حتى أن ممثل شاب لمع اسمه بفترة الستينات مثل نور الشريف كان يتقاضى 6 آلاف جنيه بينما نجوم المرحلة مثل عبد الحليم حافظ فأعلى راتب حصل عليه كان 25 ألف عن فيلم أبى فوق الشجرة عام 1969 مع العلم أن أول دور له فى السينما من خلال فيلم دليلة مع شادية حصل على 800 جنيه فقط عام 1958.
عبد الحليم حافظ
سعاد حسنى هى الأخرى وصلت لأجر حليم، وذلك بعد نجاح فيلم خلى بالك من زوزو لتتقاضى هى الأخرى 25 ألف بعد ثلاث سنوات من أجر حليم عام 1972 وقت عرض الفيلم.
سعاد حسني
خلال تلك الفترة ومن عام 1950 حتى 1978 لم يتأثر الجنيه كثيراً أمام الدولار فقيمة الدولار كانت تعادل 30 قرشا ولم تزد عن 40 نهاية السبعينات.
كل تلك الأرقام لم يتخيل جمهور الدراما أو السينما أن تصل فى يوم من الأيام إلى مليون جنيه حتى عادت فاتن حمامة إلى التمثيل بعد غياب، واشترطت الحصول على هذا الرقم عن دورها فى مسلسل وجه القمر الذى عرض عام 2000 بواقع 45 ألفا عن كل حلقة، هذا الأجر أثار غيرة نجوم ونجمات الدراما بالتحديد والذين طلبوا زيادة أجورهم، فالنجم يحيى الفخرانى مثلاً طالب بالحصول على 25 ألفا عن كل حلقة أما يسرا فاشترطت ألا يقل أجرها عن 20 ألفا للحلقة.
فى هذا الوقت كان الدولار بدأ مرحلة التغلب على الجنيه حتى أن عام 2000 الذى شهد أول مليون لفنان كان الدولار بـ4 جنيهات إلا ربع وبالتالى فإن المليون جنيه كانت تعادل 4 ملايين إلى ربع دولار بينما أجر النجم الأول فترة الثلاثينات والأربعينات كان يصل لربع مليون دولار بينما عادل إمام حينما يحصل على 40 مليون جنيه فهو يحصل على 2 مليون دولار و200 ألف جنيه، أى أن الفارق لم يزيد على مدار 90 سنة إلا بهذا القدر الذى قد يكون مفاجئاً لكثيرين ممن سيغيروا وجهة نظرهم بإعادة نظرهم مع تلك الأرقام ليجدوا أن الأمر طبيعى.
فاتن حمامة