تعرض نجوم الزمن الجميل لمواقف كثيرة فى شهر رمضان فى مختلف مراحل حياتهم، وظلوا يذكرون هذه المواقف دائما، فمنها الطريف والغريب والصعب والمحير والذى أوقعهم فى مقالب لم تكن فى حسبانهم.
وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الرقيقة كريمان، والتى كتبت مقالا نادرا لمجلة الكواكب نشر فى رمضان عام 1954 تحت عنوان "مقلب فى أول يوم".
وقالت كريمان فى مقالها إنها بدأت الصيام منذ كان عمرها 8 سنوات، وحاولت والدتها منعها، خوفا عليها، وهى فى هذه السن الصغيرة، ولكنها أصرت وتحملت.
وأوضحت الفنانة الجميلة أن الأقدار شاءت أن تقضى رمضان التالى فى إسطنبول، حيث زارتها قبل حلول شهر رمضان بأيام لزيارة عمتها.
وتابعت: "حاولت عمتى كما فعلت أمى أن تقنعنى بعدم الصيام، ولكنى صممت على موقفى، حتى أنها خططت لكى لا توقظنى فى السحور حتى أضطر للإفطار، ولكنى أدركت مخططها هى ووالدتى ووالدى، فسهرت حتى لا يفوتنى السحور".
وفى اليوم التالى سألت الطفلة كريمان عمتها: "هو المدفع اللى بيضرب عشان نفطر بيكون فين يا عمتى"، فأجابت عمتها: "هنا يابنتى مفيش مدفع زى مصر، لكن وقت الأذان المآذن بتنور علشان الناس تفطر المدفع فى مصر بس"
وأخذت العمة تشرح لابنة شقيقها عادات الأتراك فى رمضان والعادات التى تخلوا عنها بعد ثورة أتاتورك.
وغلب الطفلة النعاس فنامت حتى الرابعة عصرا واستيقظت، وهى تشعر بالوهن والجوع والعطش، ولكنها قاومت حتى لا تظهر أمام عمتها بأنها لا تستطيع الصيام،
ونزلت كريمان مع أبناء عمتها لتلعب فى حديقة المنزل، وتنتظر إلى أن تضيئ مآذن المساجد لتفطر.
وظلت عيناها معلقتين بالمآذنة القريبة من البيت تنتظر أن تضيئ بفارغ الصبر، ولكن كان الوقت يمر بطيئا، حتى غربت الشمس تماما وزحف الليل دون أن تضىء المأذنة، بينما شعر الاطفال بإرهاق وجوع شديد.
وأخيرا صعدت كريمان وأبناء عمتها إلى المنزل ليجدوا الأسرة قد انتهت من الإفطار وبدأت ترفع المائدة ، وسلت العمة الأفال لماذ تأخروا فاجابوا بأنهم كانوا ينتظرون المأذنة لكى تضىء ويعرفون موعد الإفطار، وهنا فوجئت كاريمان بإجابة عمتها بأن المأذنة لن تضىء؛ لأنه حدث خلل فى أسلاكها منذ فترة تسبب فى انقطاع التيار عنها.
وهنا أسرعت كاريمان وأبناء عمتها للمائدة، بعد أن أنهكهم الصيام الطويل، وقالت النجمة الجميلة: "كان هذا أطول وأصعب مدة أصوم فيها؛ بسبب الطريقة التركية فى الإفطار".
كريمان
كريمان
كريمان