تناولت مسلسلات تليفزيونية خلال الماراثون الرمضانى هذا العام، حالات تفكك أسرى وقسوة الأشقاء على بعضهم والوصول إلى القتل وإلقاء التهم بالباطل، والوصول إلى السجون، ونرى ذلك فى مسلسل "البرنس" الذى يقوم ببطولته محمد رمضان، وتأليف وإخراج محمد سامى، وكيف كان الميراث سببا فى محاولة الأشقاء قتل شقيقهم هو وأسرته والتسبب فى قتل زوجته وابنه، واتهامه بالباطل بالسرقة، والتسبب فى حبسه، وكذلك ما حدث فى مسلسل "خيانة عهد" بطولة النجمة يسرا، وإخراج سامح عبد العزيز، وتأليف أحمد عادل، حينما تسببت الأخت فى قتل ابن شقيقها.
وبسبب هذه الأحداث الصادمة بالدراما كان هناك سؤال يطرحه الجميع عبر صفحات التواصل الاجتماعى، وهو هل يحدث هذا فى الواقع؟ وحينما توجهنا بهذا السؤال إلى د. علاء رجب، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية قال: فى البداية لا بد أن نوضح أن الفن وما يقدمه ما هو إلا نبض لما يحدث بالواقع.
وأضاف: منذ أن بدأ الفن وهو من أهم أهدافه أن يعبر عن أهم القضايا التى توجد داخل المجتمع، ومع مرور العصور، بدا الفن أداة للتثقيف وإثارة الفكر والوعى، وأصبح دوره غير قاصر على الترفيه والتسلية فقط، ولكنه أصبح يحمل أهدافا ترتقى بالمجتمع، وكذلك يقوم بدور أساسى لتوضيح الحقائق المزيفة لذلك أرى أن التأثير النفسى يكمن فى عرض أنواع مختلفة من البشر، وتعدد ذلك من خلال عرض نماذج أخلاقية تدعو إلى الاحترام نتمنى وجودها فى المجتمع، وبين نماذج أخرى يلفظها المجتمع بكل قوة، هو فى النهاية يظهر لنا كم الشر الذى ينتهى للزوال أم قوة الخير.
وتابع: إن كان البعض ينتقد كم الشر فى بعض الأحيان فى الدراما فأنا أدعوهم إلى أن يقرأوا يوميا صفحات الحوادث والقضايا، سيجدون أن الدراما أحيانا تكون فى معالجتها أسهل بكثير، ورغم كم الجرائم السوداء التى تتواجد فى المجتمع إلا أن الدراما فى النهاية ستنتصر وبقوة لقوة الخير، مما تجعل النفس البشرية تصل إلى حالة نفسية متزنة، عندما ترى أنه مهما كان للشر نفوذ، إلا أنه فى النهاية طرق التفكير الإيجابية تعكس السلوك الإنسانى إلى تفكير إيجابى وطرق التفكير السلبية أو الشيطانية التى ينتهجها البعض فى تمثيل قوى الشر ستنال من العقاب داخل العمل الدرامى، وسيبقى فى النهاية الخير، وهو ما يبقى داخل العقل البشرى، وتتم ترجمته لسلوك إنسانى.
وأكد أن هناك مَنْ يشاهدون بعض الأعمال، ويرون أنفسهم للأسف فيها فى بعض الأحيان، مما يرون صورة الشر داخلهم وهى تنهزم على الشاشة، وذلك بُعدٌ آخر يساهم فى تغيير نفسية بعض البشر، وليس جميعهم، فى النهاية يجب أن ندرك أن الدراما تتأثر بالمجتمع وتنقل صورة قريبة من المجتمع، ولكن تحمل فكرا إبداعيا يتفاعل داخل عقل ووجدان المشاهدين.
أما د .ايهاب سعيد أستاذ الطب النفسى يقول: إن ما يشاهده الجمهور فى الدراما التليفزيونية من شر وكره وحقد وغيرة تدعو إلى قتل الأشقاء بعضهم للآخر ما هو إلا نقل من الواقع، وما يحدث فيه فى مجتمعنا، وهذا الشر تحمله النفس البشرية بدوافع الغيرة أو الحقد وللخلافات المادية والمعارك الأسرية التى نشاهدها فى ساحات المحاكم بشكل يومى؛ بسبب مشاكل المواريث والخلافات الأسرية.
وأكد أن الجرائم السوداء التى تُعرض فى الدراما يعد من أثرها الإيجابى على المجتمع انتصار قوى الخير على أى شر، وتجعل من يفكر فى الاتجاه المعاكس وغير القانونى يرى نتيجة أسلوبه ليعيد تفكيرة مرة أخرى.
يذكر أن أحداث مسلسل "البرنس" تدور حول عائلة "البرنس"، و"رضوان البرنس" الذى يجسد شخصيته النجم محمد رمضان، وهو (سمكرى) يعمل فى ورشة والده، ويجد نفسه مسئولا عن عائلته بعد وفاة والديه، وتحدث بعض المشكلات الأسرية بينه وبين أشقائه الـ6، وهم: "عبد المحسن" ويجسده إدوارد، و"فتحى" أحمد زاهر، و"ياسر" محمد علاء، و"نورا" ريم سامى، و"عادل" أحمد داش و"رأفت" أحمد فهيم.
مسلسل "البرنس" يعرض على قناتى dmc وdmc دراما، وهو من تأليف وإخراج محمد سامى وبطولة، محمد رمضان، نور اللبنانية، أحمد زاهر، روجينا، نجلاء بدر، إدوارد، دنيا عبد العزيز، عبد العزيز مخيون، ريم سامى، سلوى عثمان، محمد علاء، صفاء الطوخى، محمد حاتم، رحاب الجمل، حازم إيهاب، أحمد داش، وإنتاج شركة سينرجى.
مسلسل "خيانة عهد" يعرض على قناة الحياة فى السادسة والنصف مساء، وهو من بطولة كل من: يسرا، حلا شيحة، جومانا مراد، عبير صبرى، هنادى مهنى وخالد أنور، من إخراج سامح عبد العزيز، ومن تأليف أحمد عادل، وأمين جمال، المسلسل إنتاج مشترك بين شركة العدل جروب للمنتج جمال العدل والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وتم تغيير اسم العمل من "دهب عيرة" إلى "خيانة عهد" فى اللحظات الأخيرة.
وتعود يسرا بـ"خيانة عهد" إلى الدراما الرمضانية بعد غيابها العام الماضى، حيث قدمت آخر أعمالها "لدينا أقوال أخرى" الذى تم عرضه بعيدا عن شهر رمضان، وشارك فى بطولته كل من: شيرين رضا، نجلاء بدر، أحمد حاتم، نهى عابدين، محمد شاهين، عمر زهران، سلمى أبو ضيف لطيفة فهمى، وهدى المفتى، والعمل من تأليف عبد الله حسن وأمين جمال عبد الله أبو بكر وإبراهيم محسن، وإخراج محمد على.