رحل عن عالمنا الكاتب الكبير محمود الطوخى عن عمر يناهز 75 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، بعدما قدم الكثير من الأعمال المهمة والجريئة، سواء فى التليفزيون أو السينما أو المسرح، ولكنه اشتهر وتميز بتقديم الكباريه السياسى فى أعماله المسرحية، مثل: "دستور يا أسيادنا، حكاية شعب كويس، بكره، غيبوبة".
وقد أثر خبر وفاته على الكثير من المسرحيين المقربين له، واختاروا "عين" لتكون منصة لرثائه ببعض الكلمات التى تعتبر شهادة فى حق الراحل.
قال الفنان أحمد بدير، والذى تربطه به صلة قرابة، حيث إنه زوج أخت الراحل، إن محمود الطوخى مؤلف كبير ومهم، فقد تعاونا سويا فى أكثر من عمل مسرحى مثل: مسرحية غيبوبة، ودستور يا أسيادنا والطلاينا وصلوا، وتلك الأعمال كانت محطات فنية مهمة فى حياته وحياتى أيضا، فالطوخى صاحب رؤية واضحة وثاقبة فى أعماله، وكان لديه بُعد نظر فى أحداث المجتمع يعرضها بشكل جرىء جدا فى الأعمال المسرحية، واستطاع أن يفضح الكثير من الاتجاهات التى أرادت تدمير مصر، بل تميز أيضا فى أعماله السينمائية والتليفزيونية، حيث عالج قضية فتاة المعادى، من خلال فيلم اغتصاب، وعلى المستوى الشخصى فكان الطوخى طيب القلب كريما يحبه الجميع.
أما الفنان محمد مرسى، مدير فرقة مسرح الإسكندرية التابعة للبيت الفنى للمسرح، قال إن الراحل محمود الطوخى كان أبا روحيا لكل جيلى من أبناء إسكندرية فقد تبنانا منذ أن نقل إقامته بالإسكندرية عام 2006، وأصبح مهتما بشؤون شباب المسرح، وقد قدمت معه العديد من الأعمال الناجحة، حيث أخرجت له عرض "بكره" فى ٢٠٠٦، وحصلت به على أفضل مخرج بالمهرجان العربى، كما قدمت أيضا عرض "دستور يا أسيادنا" الذى حصل به على أفضل مؤلف بالمهرجان القومى للمسرح، كما تعاونا فى افتتاح مسرح بيرم التونسى، حيث كتب نص بيرم بيرم الذى قمت بإخراجه، فالطوخى كاتب مختلف فى الكباريه السياسى، وأعتقد أننا فقدنا ضلع آخر، بعد الكاتب لينين الرملى فى المسرح.
وقال المخرج شادى سرور، إن الراحل محمود الطوخى فنان فريد من نوعه، فهو مؤلف ومخرج عبقرى، عملت معه فى عرض "بكره" كممثل، وكذلك فى عرض "دستور يا أسيادنا" من إخراج جلال الشرقاوى كممثل أيضا، كما قدمت له عرض "غيبوبة" من تأليفه، وقد حاز على نجاح كبير، فالطوخى إنسان رائع قبل أن يكون فنانا فريدا، فهو يملك أدواته على مستوى التأليف، خصوصا فى الكباريه السياسى، فلديه وعى كبير وعلم وخبرة، وكونه صحفيا ساعده ذلك على امتلاكه للكثير من المعلومات يستطيع أن ينسج من خلالها شخصيات مسرحياته، فالطوخى كان موسوعة تسير على الأرض، وأنا فخور بعملى معه وبتعلمى منه الكثير والكثير.