فى موسم دراما رمضان عام 2012 نافس النجم أحمد السقا بمسلسل يحمل عنوان "خطوط حمراء"، استعان فيه السقا بالفنان الأردنى منذر رياحنة، والذى كان وقتها يخطو أولى خطواته الفنية بمصر، بعد أدوار كثيرة ومتعددة فى الأردن، حيث قدمه السقا بعدما آمن بموهبته، عقب ظهوره فى دور صغير بفيلم "المصلحة"، الذى تولى بطولته النجمان السقا وأحمد عز، للمخرجة الموهوبة ساندرا نشأت.
فى هذا الموسم الذى عُرض فيه مسلسل "خطوط حمراء" كان وقتها معظم اهتمام جمهور السوشيال ميديا والشارع، ذاهبا لـ"دياب" تاجر المخدرات الذى قتل زوجة السقا "يسرا اللوزى"، وهو اسم شخصية منذر رياحنة بالمسلسل، لدرجة أن المراهقات على السوشيال ميديا كن يعتبرنه وقتها فتى الأحلام، من شدة تأثرهن بهذا الدور الشرير للغاية، وكثيرون وقتها رددوا أن رياحنة خطف البساط من تحت أقدام السقا، وأنه سيصبح نجما مهما فى العام الذى يليه.
فى العام التالى أى فى موسم دراما رمضان 2013 أقبل رياحنة بالفعل على هذه الخطوة، أو بمعنى أدق المخاطرة التى تبدو أحيانا غنيمة للفنان، ولكنها فى كثير من الأحيان تكون عكس ذلك، وقدم رياحنة البطولة المطلقة بمسلسل "العقرب"، وأصبح فى وجه المدفع، ليسقط المسلسل سقوطا مدويا ويفشل فشلا ذريعا، ولم يذكره أحد، ليصبح "رياحنة" نجما يتحدث عنه الجمهور عندما كان بطلا مساعدا، ويسقط عندما احتل مكانة النجم الأول، والآن بعد مرور 8 سنوات أين أحمد السقا الآن؟.. الإجابة ما زال أحد أهم نجوم الصف الأول فى مصر والوطن العربى.. وأين منذر رياحنة الآن؟.. الإجابة ما زال يبحث عن العمل فى أدوار مساعدة ولم يجدها.
عام 1960 طمح وطمع الكوميديان الكبير الراحل عبد السلام النابسلى فى تقديم دور البطولة، وهذا حق مشروع له، خاصة بعد نجاحاته المتعددة والاستثنائية فى دور البطل المساعد بعدة أفلام قبل هذا التاريخ بسنوات قليلة للغاية، كأدواره بأفلام "شارع الحب" مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، و"إسماعيل يس بوليس حربى" و"وعريس مراتى" و"العتبة الخضراء" و"البوليس السرى".. لتأتى البطولة المطلقة مع النابلسى فى فيلم "حلاق السيدات"، فيفشل الفيلم، وتأتى نتائجه على عكس ما توقع، ليكرر النابلسى تجربة البطولة المطلقة فى فيلم "عاشور قلب الأسد"، ويفشل فشلا كبيرا أكبر من "حلاق السيدات"، خاصة أن الجمهور وقتها ارتبط بالكوميديان النابلسى عندما يتواجد مع إسماعيل ياسين، أو ككوميديان فى فيلم رومانسى يلعب بطولته العندليب.
المعادلة بالفعل صعبة للغاية، فالمسألة لا تتوقف على الموهبة فحسب، ولكن على ذكاء وكاريزما، ومدى ارتباط الجمهور بالبطل الشعبى الذى يرونه، وهل هو يعبر عنهم أم لأ؟ وأشياء أخرى كثيرة.
هنا فى مسلسل "البرنس"، والمنافس بقوة فى الموسم الدرامى، الذى يتولى بطولته محمد رمضان، والذى تم تسويقه بناءً على اسمه، وحقق نجاحا كبيرا للغاية، لا أحد يستطيع إنكار دور مؤلف العمل ومخرجه محمد سامى، ولا تهميش دور أحمد زاهر الذى يقدم دور "فتحى" الذى كرهه الجميع، ولا نجومية اللبنانية نور، وعبقرية روجينا الموهوبة حتى النخاع، ولا الأدوار المتميزة التى لعبها إدوارد ومحمد علاء وسلوى عثمان ورحاب الجمل وأحمد داش وغيرهم، لكن تظل كاريزما ونجومية محمد رمضان هى السبب الرئيسى وراء التفاف الجمهور حول المسلسل، وليست قوة أداء أحمد زاهر، خاصة أن هذا ليس جديدا عليه، فقد سبق أن قدم أدوارا متميزة، بدءا من عمله مع المخرج الكبير مجدى أبو عميرة، فى "الرجل الآخر" و"الحقيقة والسراب" و"بره الدنيا".
هنا لا أجامل ولا أنافق محمد رمضان فلم ينتقده أحد بقدر ما انتقدته فى برنامجى "مع صحصاح"، ولم يهاجمه شخص مثلما هاجمت بعض أفعاله فى كثير من المقالات، والحق يقال لم أجد ما يتقبل النقد مثله، ولكنى هنا أعطى له حقه، خاصة أنه وافق على رسم أدوار موازية له، وبنفس حجم دوره، وربما أكبر، فى مسلسل "البرنس"، وهو ما يرفضه عدد كبير من النجوم الذين أعرفهم جيدا.