نحن كشعب مصرى وعربى سريعى التأثر العاطفى ولذلك فقد استحوذت علينا منذ بدايات نشأة فن السينما الأفلام ذات الطابع الميلودرامى.. والميلودرامية تعنى ببساطة أن بطل الفيلم تتكاثر عليه الأحزان والصعاب ليكون محور المأساة بينما يلزم أن يكون هناك ظالمًا لا يعرف الرحمة يصب كل هذا الظلم على رأس البطل فيكون المثال الكريه للشر.. ولأن الخير لابد أن ينتصر على الشر فى النهاية.. ففى نهاية كل عمل ميلودرامى ينتصر الخير على الشر سواء بنفاد صبر البطل وتحوله لبطل يوقف الشرير أو يسترد حقوقه أو بتدخل العناية الإلهية بشكل أو بآخر لتنتصر للبطل وتجعل من الشرير عبرة لمن يعتبر.
وكان نجوم ونجمات مصر يتسابقن لتقديم هذه النوعية التى تلقى نجاحًا مضمونًا عند عرضها.. مثل حسين صدقى وشكرى سرحان وفاتن حمامه وماجدة وأمينة رزق بينما برع نجوم آخرون فى دور الشرير أمثال العظيم زكى رستم والعبقرى محمود المليجى وصولا لآخر عنقود المبدعين خالد صالح.. وقد عاد مسلسل البرنس والذى يشهد متابعة كبيرة من الجمهور رغم زحام المسلسلات المعتاد خلال شهر رمضان للميلودرامية.. بل وتبارى الكثيرون فى توقع الأحداث القادمة على أمل أن يتوقف نزول الظلم والمأساة على أم رأس البطل أو يثور ليأخذ هو حقه بيده أو تتدخل العناية الإلهية فى النهاية.
ورغم موهبة محمد رمضان الكبيرة _ رغم أنه موهبته لم تستغل بكاملها حتى الآن _ فقد كان أدائه متوقع ويخلو من عوامل جذب الجمهور فى شخصية رضوان حتى نصف حلقات المسلسل.. وعلى الجانب الآخر كان أحمد زاهر ينفرد بالعزف والإجادة التى جعلته محط أنظار الجميع من جمهور ونقاد وحتى زملائه الفنانين.. وما صب أكثر فى صالح أحمد زاهر أن شخصية الشرير الشهوانى عديم الرحمة كانت بعيدة تمامًا عن شخصه وعما قدمه من قبل.. كما أنه لم يسقط فى دائرة الشرير المتجهم ذو الوجه الواحد.. لكنه برع فى الإمساك بزمام شخصية فتحى وأدارها على هواه فأصبح يغرد منفردا وينال سباب وكره الجمهور رغم أن نفس الجمهور بات ينتظره على أحر من الجمر.. وهذا التميز يحسب له وللمخرج الشاب محمد سامى.. كما أن هذا هو النجاح الحقيقى ويعد عودة قوية للنجم " الفلن" الشرير وبعض من إبداع العظماء الراحلين أمثال ذكى رستم ومحمود المليجى وعادل أدهم وآخرين.