تنفرد «عين» بتفاصيل معرض الفنان والرسام العالمي حسن الشرق، الذي أقامته مؤسسة الشموع للثقافة والفنون بمنطقة المعادي بالقاهرة تحت عنوان «حكايات وأساطير»، ويستمر حتى الثامن من يونيو 2017.
قالت الدكتورة لوتس عبدالكريم، الفنانة التشكيلية، أثناء تقديمها للمعرض: «تواصل مؤسسة الشموع للثقافة والفنون رسالتها بتقديم معرض للفنان الفطري حسن الشرق، ابن الجنوب الأصيل الذي نشأ وعاش طوال حياته بالقرب من مقابر "بني حسن" شرق النيل بالمنيا، وارتوى من منابع الحضارات المصرية المتعاقبة، ثم عكف على تنمية موهبته التي حباه الله بها بإخلاص عصامي، حتى أصبح اليوم في طليعة المبدعين الفطريين في مصر، وبات جديرا بتمثيلها في الكثير من المحافل الفنيه، محليا ودوليا، لما تشرق به لوحاته من ملامح حضارتها وفنونها الشعبية العريقة».
وأوضحت، أن المعرض يفتتح مع اقتراب شهر رمضان، لتجتمع قيم الفن مع نفحاته الروحانية، وقالت: «فكلاهما ينبع من المعين نفسه».
وألقى أيضا الفنان التشكيلي والناقد عز الدين نجيب تقديم آخر لمعرض الفنان حسن الشرق جاء تحت عنوان «حسن الشرق ونبع الإبداع الفطري» حيث قال إن الفنان حسن الشرق.. ابن محافظة المنيا، استمد لقبه من مسقط رأسه بالبر الشرقي للنيل عند أعتاب مقابر بني حسن الفرعونية، يمثل حلقة مهمةً من حلقات الإبداع الفطري في الرسم والتلوين، حاملا في أعماقه أصداء نابضة من عبقريات أجداده القدماء، وأطيافا أخرى من الفنون القبطية والإسلامية، ممتزجة بتراث فطري عريق من السير الشعبية البطولية مثل "السيرة الهلالية" ومن الوحدات الزخرفية المتوارثة للفنان الشعبي فوق جدران وواجهات البيوت الريفية في مناسبات الحج والزواج، تختلط فيها المعاني الروحية وقيم الحب والعمل والطرب وعشق الحياة، ليخرج من ذلك كله بشخصية فنيه شديده الخصوصية، جذبت انتباه عشاق الفن بمدارسه المختلفة واتجاهاته بمصر وخارجها، حتى صار- عبر عشرات السنين الماضية- علامة مميزه لا تخطئها العين فور التقائها بأحد أعماله، ما فتح الطريق أمامه لمحافل الفن في دول شتى تقدر قيمة الفن الحقيقي، بغض النظر عن التحصيل الأكاديمي لصاحبه أو انتمائه الطبقي، لأن فنه وحده هو جواز مروره.
وتابع: «اليوم يسعد مؤسسة الشموع للثقافة والفنون أن تقيم معرضا للوحاته للمرة الأولى، وذلك بعد معرض لوحات الفنانة الملكة فريدة، ولعل في ذلك دلالة على أن الحاكم في معارض القاعة هو أصالة الموهبة، سواء كانت لملكة متوَّجة أو لأحد أبناء الشعب.. بنى تاريخه بعصامية مطلقة وحب مفرط لفنه وانتماء عميق لوطنه».
وواصل حديثه قائلا: «خلقت لنفسي عالما خاصا حرصت خلاله أن أكون خير سفير لبلدي ورغم رحلاتي ومعارضي التي أقمتها في بلاد العالم المختلفة وبحضور كبار الشخصيات والمسئولين إلا أننى حرصت على ارتداء الزى الريفي المصري البسيط والجلابية البلدي التي جذبت إلى زائري المعارض ووسائل الإعلام العالمية» .
وعن لوحاته التي يعتز بها قال: «أعتز كثيراً بلوحة مدرسة البقر التي فازت بالجائزة الأولى بمعرض أمانة الشباب عام 1972 وكذلك لوحاتي التي تجسد ليالي ألف ليلة وليلة من واقع التراث الشعبي.. والسيرة الهلالية ولوحاتي التي تعكس العادات والتقاليد بالتراث الصعيدي كسبوع المولود ، والزار وليلة الحنة وغالبا ما تبدو الوجوه في جميع لوحاتي تأخذ شكل القباب التي تميز مباني الصعيد».
وعن آخر مشروعاته الفنية يقول الفنان حسن الشرق: «أقوم الآن بإعداد منزلي ليكون ثالث متحف في مصر على غرار متحف الفنان محمود خليل وحرمه في الجيزة، والفنان نبيل درويش للخزف وذلك على مساحة 1500 متر وبتكلفة 2 مليون جنيه، واضطررت لبيع أرضى الزراعية التي ورثتها عن والدى لإقامة هذا المشروع الذى يضم لوحاتي الفنية ومقتنياتى التي حصلت عليها من ألمانيا وايطاليا وفرنسا وأمريكا لكبار الفنانين التشكيليين والذى وضع مؤخرا على خريطة المنيا السياحية.. وانتظر بشغف يوم افتتاحه رسمياً فى مارس القادم حيث الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة المنيا».
وعن امنياته يقول الشرق: «أتمنى أن يلقى الفنان التلقائي في مصر اهتمام المسئولين مثلما شاهدت في بلاد العالم المختلفة التي قدرت فنى وإبداعي الفطري ومنحتني أرفع الجوائز، وقامت مؤسسة المانية بتأليف كتاب عن مجمل أعمالي ورحلتي الفنية تحت عنوان "حسن الشرق والريف المصري" ترجم إلى ثلاث لغات وكذلك تم انتاج 3 أفلام تسجيلية بثلاث لغات يعرضها التليفزيون الألماني كل عام يوم عيد ميلادي كل هذا في غياب تكريم ببلدي الذى انتظرته طويل».
وبعد رحلة طويلة مع الفن التشكيلي دامت أكثر من 40 عاماً تم خلالها مناقشة 17 رسالة ماجستير ودكتوراة عن أعماله الفنية من طلبة الكليات المختلفة فى مصر والعالم هكذا رسم لنا الفنان العبقري المتواضع، حسن الشرق الذى لم يدرس الفن مبتعدا عن "شطحات" الأكاديميين، مقدما لغة تشكيلية خاصة به بفطرتها وعفويتها يحفظ تاريخه ومشاعره يذكر أبطاله الحقيقيين وكأنه يحفظهم من الانقراض والتلاشي والفناء مقدما لنا هذه التجاوزات والمبالغات الخارقة المتجاوزة لكل حدود النسب الطبيعية في رسمه لقبضة يد أبى زيد الهلالي القابضة على السيف العربي.. أبو زيد الأسد له رأس إنسان.. إنه يتخطى في تمرد جميل حدود الرسم الأكاديمي المفتعل إلى التعبير .