"ونحب تانى ليه" أنصف المرأة والجمهور تعاطف معها.. المسلسل زرع الأمل وفتح أبواب التجربة الثانية للنساء وأظهر نقاط ضعف الرجال.. وشخصية "عبد الله" أنانية وغير متزنة نفسياً
- عبد الله ينظر للحياة بنظرة أحادية وليس من منظور الكيان أو الأسرة
شارك النجم شريف منير فى موسم دراما رمضان المنقضى بمسلسل "ونحب تانى ليه" مع النجمة ياسمين عبد العزيز فى دور "عبد الله"، الرجل المستهتر الذى أثار حفيظة النساء، "عين" التقى شريف منير، للحديث عن كواليس قبوله للدور وتصوير العمل بوجه عام، فضلا عن ابتعاده عن الدراما التليفزيونية عدة سنوات.
وإلى نص الحوار:
حدثنا عن ردود الفعل التى تلقيتها على شخصية «عبد الله» فى مسلسل «ونحب تانى ليه»، خاصة أنها أثارت حفيظة الجمهور؟
الحمد لله دائمًا وأبدًا، والحقيقة تلقيت ردود فعل جيدة للغاية عن المسلسل، خاصة أن شخصية «عبد الله»، التى قدمتها ليست شريرة على الإطلاق، وهو ما جعل المشاهد يراه منذ الوهلة الأولى أنه شخص غير مسئول، وهو القصد المطلوب فى المسلسل، حيث إن هناك عددا كبيرا بالفعل من الرجال لا يتحملون المسئولية مع نسائهم، ويتركون كل شىء فى مقابل راحتهم والدليل أن عبد الله كان ينظر للحياة بنظرة أحادية وليس من منظور الكيان أو الأسرة، وفى النهاية لا يصح إلا الصحيح، فالرجل خسر عائلته وكيانه وبيته وابنته وزوجته.
معنى كلامك أن شخصية عبد الله التى قدمتها تمثل قطاعا كبيرا من الرجال فى المجتمع؟
بالطبع، عبد الله شخصية تمثل قطاعا كبيرا من الرجال فى المجتمع، تتعامل بالاستهتار وعدم المسئولية، فضلا عن تواجد شخصيات غير متزنة نفسيًا بل وأنانية، على عكس المرأة فهى تتحمل الكثير من الصعاب والأزمات، وتبذل مجهودًا كبيرًا لمساعدة هؤلاء الرجال، والفرق بين عبد الله والرجال الآخرين، أنه غير مهتم بالسيدات بالبلدى «مش بتاع ستات»، وغير مبالى بالعلاقات النسائية.
ألا تعتبر أن الشخصية التى قدمتها بمثابة تصريح مباشر لانفصال الزوجين عندما تتوتر العلاقة بينهما؟
بالتأكيد لأ، والانفصال شىء صعب للغاية، خصوصًا أن «عبد الله»، ظلم «غالية»، ولم يشعر بحبها والكيان الأسرى الذى تم بناؤه على مدار سنوات، ولذلك موضوع الانفصال فى اعتقادى الشخصى يصبح الورقة الأخيرة عندما تدمر العائلة والكيان الذى سمح الله به بين الزوجين، ولذلك أعتبر شخصية عبد الله ظالمة بالفعل، ولكنه شعر بندم وأراد أن تعود أسرته ولم شمل عائلته من جديد، لكن الظروف لم تسمح، وخسر عائلته نتيجة أفعاله وأفكاره الخاطئة، وهى النتيجة الحتمية لعدم تقدير المرأة والأبناء فى النهاية.
وما الذى خطر فى بالك عندما قرأت سيناريو «ونحب تانى ليه»؟
أول ما خطر ببالى فى شخصية «عبد الله»، أننى أمثل طبقة متواجدة فى المجتمع، والدليل أن نسبة «الطلاق» فى زيادة كبيرة خلال السنوات الأخيرة فى مصر، والانفصال زاد، والرسالة الواضحة من الشخصية والمسلسل بوجه عام، تعتمد على كيان أسرى وأبناء، فيجب على الرجل أن يبذل كل الجهد للحفاظ على ذلك الكيان، خاصة أن الأبناء يتعرضون لآثار نفسية سلبية من تلك الأزمة، فالحياة من غير ضوابط لا تتحرك، ولذلك كان هدفى من قبول تلك الشخصية أن يرى الجميع النقاط السوداء فى الحياة الزوجية.
ألم تتخوف من كره الجمهور لك بسبب شخصية «عبد الله»، خاصة أنها سلبية للغاية؟
على العكس، أنا لست من صاحب مدرسة «أنا خايف إن الناس تكرهنى»، والحقيقة أنا جسدت شخصيات بالفعل كرهها الجمهور، وعلى سبيل المثال شخصية الضابط الإسرائيلى فى فيلم «ولاد العم» بالطبع شخصية كرهها الجميع، ونفس الشىء عندما قدمت مسلسل «الصفعة» أيضا كرهها الناس، وفيلم «من 30 سنة»، مع النجم أحمد السقا، ولذلك لم أتخوف من الأدوار التى يكرهها الناس، ومن وجهة نظرى أن أدوار «الطيبين» التى يقدمها الأغلبية موجودة بالفعل، ولكن الشخصية الشريرة هى التى تحرك الأحداث والمياه الراكدة.
ما حقيقة اعتذاراتك المتكررة للأعمال الفنية فى رمضان؟
بالفعل أنا «مزاجنجى» جدا، ومعرفش أشتغل حاجة وأنا مش حاببها، حتى لو مفيش فى جيبى جنيه، وعلى سبيل المثال فى يوم من الأيام الفنان أحمد رزق والفنان محمد إمام، تحدثوا معى عن كم الاعتذارات التى أقدمها لصناع الأعمال الفنية، وأكدوا لى أن المنتجين سيقولون إنى «مش عايز اشتغل»، وكان ردى أن الأعمال التى تعرض على لا تنسابنى بالمرة، وأشعر أنها لن تضيف لى فى مشوارى، والحقيقة أنا لست من مدرسة الشغل وخلاص، ولذلك ابتعدت عن الدراما لمدة 3 سنوات، لحين تواجد عمل جيد مثل «ونحب تانى ليه» مع المؤلف الموهوب عمرو محمود ياسين والنجوم ياسمين عبد العزيز وكريم فهمى وفريق العمل بالطبع.
من وجهة نظرك.. شخصية عبد الله حققت لك خطوة جديدة فى تاريخك الفنى؟
طبعًا، وعلشان كدا أنا قبلت أقدم الشخصية دى بالتحديد، خصوصًا أن التنوع مطلوب للممثل، وتكرار الأدوار قد يصيب الممثل بالركود ويبتعد عنه الجمهور فى أغلب الأحيان، ولذلك شخصية عبد الله متغيرة تمامًا، وأنا أعمل دائمًا على التجدد فى حياتى المهنية، وعلى سبيل المثال، آخر ما قدمته فى الدراما التليفزيونية مسلسل «الزيبق» وهى شخصية مختلفة عن الأدوار التى قدمتها، وبالتالى «عبد الله» حقق الخطوة الجديدة فى مشوارى.
ما رأيك فى مصطلح "المنافسة" ألا تشعر أن الدراما أصبحت لا تعتمد على تلك المقولة؟
المنافسة مطلوبة بالطبع بين الفنانين، لكن أنا عند اختيارى عمل أو مشروع درامى أو سينمائى، لم أصب تركيزى على ما سيقدمه زملائى، على العكس أبحث أولاً عن الفكرة التى تجذبنى لكى أقدمها، وما ردود الأفعال على تلك الاختيار، فضلا عن تلك الدور هل سيحقق المرجو منه أم لا، ومن هنا ستأتى المنافسة بين الفنانين، ويكون الجمهور المستفاد الأول من تلك المنافسة.