تركت أسطورة الموضة "كوكو شانيل" شقتها فى باريس والتى عاشت فيها قرابة الـ30 عامًا كإرث لمعجبيها يزورونها ويشاهدون صورها التى تتحدث عن خطوطها وأسلوب تصميمها، وفقًا لموقع "vogue" إليكِ قصة فتاة غيرت عالم الموضة فى باريس.
وُلدت جابرييل بونهير "كوكو" شانيل عام 1883، توفت أمها وهى فى سن صغيرة وهجرها والدها الذى كان بائعا متجولا.
حجزت "جابربيل" مع راهبات القلب المقدس فى دير أوبازين وهى مدينة كرواتية، عاشت الفتاة بين لونين فقط الأبيض والأسود كما هو شائع داخل الدير.
في سن 18، وجدت جابربيل شانيل نفسها حرة في مغادرة البلدة والبدء في عيش حياتها حرة دون قرارات صارمة تربت عليها داخل الدير.
بدأت العمل كمساعد مبيعات في أحد المتاجر، كما أنها كانت تعمل مغنية في إحدى المقاهى ليلًا واشتهرت بأغنية Qui qu'a vu Coco؟ والتي كانت سبب شهرتها باسم "كوكو".
في تلك الفترة تعرفت على الكثيرين من مديرين الأزياء البارزين مثل إتيان دي بالسان الذى اكتشف موهبتها في تصميم القبعات بعد أن نصحها بترك الغناء في المقاهى والاتجاه إلى عالم الأزياء، وسرعان ما انتشرت تصميماتها بين نساء المجمتع الراقى، ما جعلها تنتقل للعيش في باريس عام 1908م .
افتتحت "كوكو" متجرها الأول عام 1916 وبعدها صالة عرض أزياء راقية بباريس، وكان التناقض في أشكال تصمياتمها هو السبب الرئيسي في سرعة انتشارها داخل الأوساط الراقية في أروربا، في تلك الفترة نالت عرض حصرى لها من شركة النسيج الفرنسية "رودبية" وهو قماش أثبت أنه أفضل مترجم لإبداعات شانيل بالنظر إلى النعومة على الجسم وقدرتها الفطرية على تحرير الشكل المادي للمرأة.
وهكذا أصبحت التنورة الثلاثية والبلوزة والسترة أول نموذج مميز لأزياء شانيل، في عام 1920 تم افتتحت أول بوتيك لها في باريس، هذه هي اللحظة المحورية لنجاحها، كما أن هذا العام كان ولادة عطرها الأول والشهير شانيل رقم 5، والذي يمكن وصفه فقط بأنه عطر خالد يعتبر حتى اليوم أحد أفضل العطور التي تم تصورها على الإطلاق.
استخدمت كوكو شانيل ملاحظاتها على ملابس الموظفين والطلبات الباريسية، ففي منتصف عشرينيات القرن العشرين ، حولت تلك التصماميم من فستان طويل إلى رداء صغير نوير، أو الفستان الأسود الصغير مع أبسط الخطوط، ووفقًا لإيمانها المميز بأن "الموضة تمر، وتبقى الأناقة"، كان لها نجاح مطلق في تصميمها بدلة شانيل، المحببة من قبل النساء في جميع أنحاء العالم .
بعد ذلك اتجهت كوكو شانيل إلى تصميم المجوهرات فاستعانت بمساعدة الكونت إتيان دي بومونت والدوق فولكو دي فيردورا لبدء ورشة عمل مخصصة لإبداعات المجوهرات التي تم فيها دمج الأحجار غير الثمينة مع أنقى المجوهرات.
خلال الحرب العالمية الثانية، وجدت جابربيل شانيل نفسها مجبرة على الانسحاب من مشهد الموضة لفترة وجيزة ، فقط لتعود فى عام 1954، بعد أن اعتبر نقادها أسطورتها قد أوشكت على الانتهاء حتى ظهرت شانيل لأول مرة ببدلتها المحبوكة، وتحولت على الفور إلى عنصر أساسي من عناصر الموضة، وقد شمل المعجبون الأوائل للبدلة الكلاسيكية السيدة الأولى جاكي كينيدي التي شوهدت كثيرًا في هذه التصاميم، وعلى وجه الخصوص، في يوم مقتل زوجها جون كينيدى.
بعد تلك الفترة توارت كوكو شانيل عن الأنظار، وتحولت قصة حياتها إلى دراما سينمائية ومسرحية. في 10 يناير عام 1971، توفت شانيل في جناحها في فندق ريتز في باريس عن عمر 87 عامًا، عاشت حياتها على أكمل وجه، وغيرت إلى الأبد الموضة الدولية ومفاهيم ما ترتدية كل أنثى، وبعد ما يقرب من عقد على وافتها اتجه كارل لاجرفيلد مواصلة خطوط الموضة الخاصة بكوكو شانيل وما زالت شركة شانيل تحمل اسمها حنى الأن ومستمرة في النجاح وتحقق مئات الملايين من المبيعات.