يؤمن أن الفن رسالة وليس وسيلة للمتعة، وكان ذلك سر تميزه، إنه الفنان المصرى محمود ياسين الذى يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ79، محمود يس لم يكن أبداً فنانا عاديا بل حفرت أعماله فى أذهان الجميع وتستطيع أن تعرفه من خلال صوته المميز الذى لا يمكن أن تخطئ فى تخمينه، تميز محمود ياسين بملامحه المصرية الأصيلة الذى استطاع من خلالها تجسيد جميع الأدوار.
هو عاشق للمسرح ومنذ خوضه تجربة المسرح عندما كان طالبا فى المرحلة الإعدادية بمدينة بور سعيد، لم يكن لديه أى طموح آخر سواه، فكان دائم الزيارة لنادى المسرح فى بور سعيد والذى يضم الصفوة والمثقفين وقد قال عنه محمود ياسين نادى المسرح لم يوجد فى أى بلد آخر فى العالم سوى بور سعيد، فكان نبع الثقافة بالنسبة له، عرف عن المسرح القومى من خلاله وأصبح حلمه الوحيد الوقف على خشبته، وعندما أنهى دراسته الثانوية ألتحق بكلية الحقوق جامعة عين الشمس وسافر للقاهرة من أجل الدراسة ولكن لم يكن ذلك هو السبب الحقيقى فكان سببه الحقيقى أن يكون بجانب المسرح القومى.
ظل يتردد على المسرح القومى كل يوم ويشاهد مسرحياته، إلى أن أعلن المسرح القومى عن مسابقة فى التمثيل لقبول أعضاء جديدة وكان محمود ياسين حينذاك فى السنة الأخيرة من كلية الحقوق لكنه لم يتردد لحظه فى التقديم للمسابقة الذى نجح فيها وجاء ترتيبه الأول، ومن هذه اللحظة أصبح المسرح ملعبه الأساسى وخاض فيه مايقرب من خمسة وعشرون عاما، فعلى الرغم من نجاحه فى السينما والتلفزيون إلا أنه لم يترك المسرح أبدا وقدم العديد من العروض المسرحية الناجحة.
فظل المسرح بالنسبة لمحمود ياسين هو المجال المحبب له ومجال إبداعه الحقيقى، فقد قدم فى المسرح القومى عروضا عدة كما تولى إدارته لمدة عام كامل، ومن تلك العروض "الحلم، سليمان الحلبى، الزير سالم، حلاوة زمان، المسامير، دائرة الطباشير، ليلة مصرع چيفارا، وطنى عكا"، وفى مسرح الجيب قدم مسرحية ليلى والمجنون، كما قدم مسرحية الزيارة انتهت والخديوى والرحمة المهداه، وخلال مسيرته المسرحية تعاون مع أعظم مخرجى المسرح مثل حمدى غيث، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوى.
وبعد النجاح الكبير الذى حققه محمود ياسين خلال مشواره الفنى العريق قرر اعتزال الفن عام ٢٠١٨، واكتفى بما قدمه للجمهور فلديه رصيد هائل من الأعمال الناجحة، ويرجع هذا القرار بسبب ظروفه الصحية ولأن التمثيل سواء فى المسرح أو التلفزيون أو السينما يتطلب مجهودا كبيرا الأمر الذى لم يعد يقوى عليه.