الجمال ليس مقياساً للنجاح الفنى، ولا يمكن لأى فتاة مهما بلغ جمالها أن تحلم بأن تكون نجمة سينمائية لمجرد أنها جميلة ولكن يجب أن يكون لديها مؤهلات ومواهب فنية تسمح لها بأن تدخل قلوب المشاهدين وتحقق نجاح فنى كممثلة وفنانة ناجحة، كما أن كثيرات ممن لم يكن لهن نصيب كبير من جمال الوجه تتعن بجمال الروح الذى نصبهن ملكات فى قلوب المشاهدين.
وفى عام 1957 نشرت مجلة الكواكب موضوعاً عن جميلات السينما وما يواجهنه من صعوبات وتحديات فى بداية مشوارهن وكيف استطاع بعضهن أن تتحرر من أسر الجمال بينما ظل البعض الأخر محبوسا فى قيد لجمال فلم يكتب لها النجاح.
ومن بين الجميلات اللاتى تحدثت عنهن الكواكب الفنانة الجميلة كاميليا والتى وصفتها المجلة بأنها لم تكن ممثلة عظيمة ولكنها كانت خفيفة الظل والروح، لذلك تفوقت وذاع صيتها، خاصة أنها ارتبطت لالكثير من الحكايات مع الملك فاروق والفنان رشدى باظة وما أثير لاحقا عن قصة وفاتها وحرقها فى حادث طائرة.
وأشارت الكواكب إلى أن الدعاية خدمت كاميليا خدمة عظيمة، وأصبحت الفنانة الجميلة قدوة ونموذجاً أمام الجميلات فى مصر والعالم العربى اللاتى حلمن بأن يكون لهن مكان على الشاشة ويحظين بنفس النجاح والنجومية، فجاءت إلى مصر وقتها مى مدور ملكة جمال لبنان، وصرحت وهى فى مطار القاهرة أنها تنافس كاميليا وهى فى أوج شهرتها، وسمعت كاميليا بهذا فتنبهت واحتاطت للخطر الذى يواجهها ولكن بطريقتها وتعرفت على مى مدور واقامت معها صداقة حتى أنهما سكنا فى شقة واحدة لفترة.
وخلال هذه الفترة حصلت ملكة الجمال اللبنانية على وعود عدد من المنتجين بالاستعانة بها فى بعض الأفلام ولكن هذه الوعود لم تتحقق، ومرت أشهر حتى أصيبت مى مدور بالإحباط وخفت حلمها بالعمل فى السينما حتى ماتت كاميليا، فتجدد الأمل من جديد لدى مى بأن تحل محلها، خاصة أن الكثيرين أوعزوا لها بأن كاميليا كانت المسئولة عن تعطل مسيرتها الفنية وأنها تظاهرت بصداقتها حتى تضع أمامها العراقيل، وعادت مى مدور تبحث عن الحلم والتألق الفنى ولكن أيضا عاندها الحظ وعادت غلى لبنان وهى تجر أذيال الخيبة.