بدأت معاناة الفنان الراحل عبد الله محمود مع المرض عقب أدائه للعمرة فى رمضان عام 2003، وقتها كان يصور فيلمه «واحد كابتشينو»، الذى قام بإنتاجه وبطولته، شعر بصداع شديد فى الرأس، وبعد الفحص علم أن المرض اللعين أصاب جزءا من المخ.
فى بدايات مرضه ظهر إعلاميا وشارك فى عرض خاص لأحد الأفلام، كما شارك فى تشييع جثمان الفنان أحمد زكى، وحتى عندما دخل الفنان سعيد صالح نفس المستشفى حرص على زيارته، لكن تدهورت الأمور سريعا بعد ذلك.
فى معهد ناصر بالقاهرة، غاب عبد الله محمود عن الوعى، ولا يكاد يسمع فى المكان سوى صوت إذاعة القرآن الكريم ساءت حالته بشكل كبير ودخل فى غيبوبة مستمرة يفوق منها للحظات يقرأ فيها آيات من القرآن ثم يعود للغيبوبة من جديد، وبعد أن تدهورت حالته فى الأيام الأخيرة أوقف الأطباء الجرعات الكيماوية واكتفوا بالمسكنات بعدما قرروا خروجه من غرفة العناية المركزة وبقاءه فى غرفته. فلم يعد لوجوده فى العناية المركزة ضرورة، فقد تمكن المرض منه، ولم يعد للعلاج فائدة وتأثر نظره بسبب الورم الخبيث الموجود فى المخ وانقطعت صلته بالدنيا ووافته المنية فى 9 يونيو العام 2005.
وقبل موته يحكى الراحل عبد الله محمود، عن علاقته بأحمد زكى إنه أستاذه ومثله الأعلى، فقد عمل معه فى فيلمين هما «الاحتياط واجب» و«الإمبراطور» وتعلم منه الكثير، وكان دائما يعامله كأخيه الصغير أو ابنه يحيطه برعايته، ويذكر عبد الله محمود أنه أثناء تصوير فيلم «الاحتياط واجب» وجده أحمد زكى ذات مرة مهموما لأنه وعد خطيبته يخرج معها، ولم يكن معه ما يكفي، فساعده زكى كأخ كبير، وبالرغم من مرضه إلا أن زكى كان دائما يسأل عن عبد الله محمود بعد دخوله المستشفى.
اقتحام عبد الله محمود عالم الفن جاء بالصدفة، إذ كان صديقا للفنان محسن محيى الدين الذى بدأ يأخذ بعض الخطوات الجادة فى التمثيل، وكان يذهب معه أثناء التصوير، وعندها أحب عبد الله محمود هذا المجال، وعرض على والدته الفكرة فشجعته بشدة على خوض التجربة، فاشترك فى برامج الأطفال بالتلفزيون مع المخرجة إنعام الجريتلي، بعدها قدم أول عمل درامى تلفزيونى عن قصة البوسطجى ليحيى حقي، ثم قدم بعده أول أفلامه للسينما «إسكندرية ليه» مع يوسف شاهين، بترشيح من صديقه محسن محيى الدين.