أصبح ارتداء الكمامة فى الوقت الحالى أمرا ضروريا فى مصر والعالم بعد انتشار وباء الكورونا عالميا وما سببه من تغيير لنمط الحياة وخسائر عمت أرجاء الأرض، فأصبحت الكمامة أحد وسائل الوقاية من الفيرس التى يلتزم بها الكثيرون لحمايتهم من الوباء.
ويتخيل البعض أن العالم ومصر تحديدا لم تعرف ارتداء الكمامة إلا حديثاً بعد انتشار جائحة كورونا ولا يعرفون أن مطرباً مصريا شهيراً غنى فى بداية الأربعينات مرتدياً كمامة، هذا المطرب هو الفنان إبراهيم حمودة أحد اشهر مطربى عصره والذى كان أول مطرب شارك أم كلثوم فى أغانى الدويتو.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954 نشرت المجلة موضوعاً بعنوان "غناء على رصاص الصعيد"، ذكرت فيه عددا من المواقف الصعبة التى تعرض لها مطربى الزمن الجميل فى بداياتهم أثناء إحيائهم لبعض الأفراح وخاصة فى الصعيد.
وكان من بين هؤلاء المطربين الفنان إبراهيم حمودة والذى حكى للمجلة عن موقف صعب تعرض له خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حيث اعتاد أن يذهب لإحياء الأفراح ومعه كمامة تحسباً للغارات الجوية التى عانت مصر والكثير من دول العالم منها ومن آثارها وغازاتها خلال هذه الفترة.
وأشار إبراهيم حمودة إلى أنه ذهب لإحياء أحد الأفراح وأثناء انسجامه فى الغناء أعلنت صفارات وقوع غارة جوية فأطفئت الأنوار وسارع إبراهيم حمودة لارتداء كمامته وجرى الجميع إلى أقرب مخبأ للاحتماء من الغارة حتى أعلنت صفارات الأمان انتهاء الغارة الجوية وتم استئناف الحفل ولكن عاد حمودة وهو يرتدى الكمامة وأصر على عدم خلعها رغم محاولات صاحب الفرح إقناعه بأن الغارة انتهت وعليه أن يخلعها، ولكنه أصر أن يغنى وهو يرتديها خشية أن تقع غارة مفاجئة فلا يستطيع ارتداء الكمامة بسرعة، ويبدو أن إبراهيم حمودة كان لديه وهم صحى بأنه لا يجب خلع الكمامة وارتدائها مرة أخرى.