يعد المسرح الغنائى شكلا من أشكال الفنون المسرحية، الذى ألتف حوله العديد من الجمهور منذ ظهوره الأول فى مصر فى أوائل القرن العشرين على يد أحمد خليل القبانى، الذى قدم لنا روايات مستوحاة من التاريخ العربى وقصص ألف ليلة وليلة، ونعتقد أن سر نجاح هذا النوع من المسرح أنه يستطيع بكل سهولة أن يرسم ملامحنا ويعبر عنا ومن خلاله نستطيع أن نجد التعبير الناضج عن أنفسنا.
يعتبر المنشئ الحقيقى للمسرح الغنائى فى مصر هو الشيخ سلامة حجازى الذى كان يتربع على عرش الأغنية وكان أسلوبه متأثرا بالمدرسة الدينية من ناحية والغناء التركى من ناحية أخرى، كما أثرى الفنان سيد درويش أيضا هذا النوع من المسرح واعتبر رائد تطويره فهو أول من أهتم بالتعبير الموسيقى الدرامى وتوظيف الألات بحيث أصبحت لها دور فعال فى الحالة الإنفعالية للمشهد المسرحى، كما تعتبر منيرة المهدية أول امرأة مصرية تؤسس فرقة مسرحية غنائية واتخذت قضايا المرأة هدفها فى المسرحيات التى تقدمها.
مع مرور الوقت ندر تقديم هذا النوع من المسرح رغم إثبات نجاحه والتفاف الجمهور حوله، وأرجع البعض سبب ندرته لأسباب عدة يأتى فى مقدمتها أن المسرح الغنائى يحتاج لإنتاج مادى ضخم حتى يكون عملا جيدا، كما يتطلب المسرح الغنائى التفرغ الكامل للفنان وبذل مجهود بدنى ونفسى كبير كما عليه أن يجعل إيقاع حياته يتفق مع إيقاع العرض المسرحى الغنائى، ومن الصعب إستبدال الفنان إذا طرأت له أى ظروف مفاجأة كل هذا يجعل الفنانين بتخوفون من خوض مثل هذه التجارب.
لكننا لا يمكن إنكار افتقادنا لهذا النوع من المسرح والتى تمتلك منه مصر تراثا ضخما وعروضا ناجحة مثل "هناء المحبين، سارقة الأطفال، شهداء الغرام، اليتيمين، صلاح الدين الأيوبى، فى سبيل الوطن، كله من ده، عقبال عندكم، شمشون ودليله، خاتم سليمان، بواب العمارة، إخناتون، الجرم الخفى".