أحمد زكى أيقونة فنية لم تتكرر، قدم خلال مشواره الفنى العديد من الأدوار المتنوعة، استطاع أن يجسدها ببراعة، فكان فنانا فريدا لديه موهبة خصبة أصقلها بالقراءة المكثفة، وكانت لديه رسالة فنية استطاع أن يقدمها بكل سلاسة، وخلال مشواره الفنى الثرى أصيب بسرطان الرئة، ولكنه حاول محاربته بكل عزيمة وإصرار، ولم يكف عن تقديم فنه لآخر لحظة فى حياته، حيث كان يصور فيلم "حليم" حتى أيامه الأخيرة.
عاش زكى وحيدا منذ وفاة والده، حيث تزوجت والدته بعد ذلك بفترة قريبة، وتركته ليعيش مع جدته، مما جعل زكى يأخذ موقفا قويا منها طيلة حياته، ولم يستطع غفران ما فعلته، وفى أيامه الأخيرة قرر أصدقاؤه المقربون أن تأتى والدته لزيارته، وكانوا قلقين من رد فعله حتى دخل إليه الإعلامى عادل حموده، الذى لم يفارقه طيلة رحلة علاجه، وأبلغه بمجىء والدته لزيارته وطلب منه أن يقابلها، من أجل أن تصلى له، وأنه بحاجة إلى دعوتها فى لحظاته الأخيرة، وبالفعل تقابلا بالأحضان، وظلت بجواره إلى أن توفاه الله.
" أنا ماقتلنيش السرطان أنا قتلنى لوع البشر"، كانت تلك كلمات أحمد زكى الأخيرة قبل وفاته بأيام، وكانت الفنانة رغدة الأقرب إليه فى أيامه الأخيرة، كانت تهتم بأكله ونفسيته وتدعمه حتى يستطيع أن يتخطى مرضه، حتى أنها فى أحد الأيام قالت له: "هتعيش يا أحمد وهتغلب السرطان"، فرد عليها بهدوئه المعهود: "تراهنينى يا رغدة إنى هموت"، وقد فاز الراحل بالرهان.
كان هناك البعض من أصدقائه بجانبه، وفى إحدى زيارات الأديب هيكل له اقترح عليه أن ينعزل عن الناس ولا يقابل أحدًا حتى يتعافى من مرضه، وقص عليه تجربته فى مرض السرطان، وكيف انعزل هو بعدما حدث له ارتباك بسبب كثرة المقترحات من الأصدقاء، وبعد تمكن المرض منه عرض عليه عماد أديب فيلم "حليم"، الذى استطاع أن يرفع من معنوياته فى تلك الفترة العصيبة من حياته، وقام عماد بدفع مبلغ كبير له بهدف تأمين مستقبل ابنه بعد وفاته، فهو كان يعلم أنه لم يستطع إكمال الفيلم استنادا لكلام أطبائه.
كان زكى يحاول أن يخفى الكثير من أعراض مرضه فى أيامه الأخيرة حتى أنه قد فقد بصره ولكن لم يخبر أحد وعرف القريبين منه بالصدفة، رفض زكى أن يسافر للخارج لاستكمال علاجه، على الرغم من أنه كانت هناك طائرة حربية مجهزة لنقله فى أى وقت يريده، أرسل الكثير من الأصدقاء رسائل له لرفع معنوياته، ولكى يعبروا له عن حبهم له، مثل الفنانة منى زكى، والفنانة شيرين سيف النصر، والفنان أحمد حلمى، والفنانة أنوشكا، ويذكر أنه فى آخر أيامه جاءت له الفنانة ماجدة الرومى من بيروت لزيارته عندما علمت بتأخر حالته الصحية.
ففى أيامه الأخيرة اجتمع حوله كل المحبين، كما ذكر المقربون له، ولأن أحمد زكى لم يهتم بالمال ولا برصيده فى البنوك، وكان يصرف على أعماله كل ما يملك حتى أنه فى فيلم أيام السادات قام بصرف ما يقرب من 2 مليون جنيه، وأصبح فى أيامه الأخيرة مديونا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون بسبب هذا الفيلم، كما لم تكن لديه أملاك سوى سيارة متهالكة كانت تحتاج مبلغا كبيرا لإصلاحها.